بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) (المطففين : ٣٠) ، أي عليهم ، كما قال : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) (الصافات : ١٣٧).
وللتبعيض ك «من» ، نحو : (يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) (الإنسان : ٦) ، أي منها ، وخرّج عليه : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) (المائدة : ٦).
والصحيح أنها باء الاستعانة ، فإن «مسح» يتعدى إلى مفعول ، وهو المزال عنه ، وإلى آخر بحرف الجرّ وهو المزيل (١) ؛ فيكون التقدير : «فامسحوا أيديكم برءوسكم».
٢٥ ـ بل
حرف إضراب عن الأول ، وإثبات للثاني ؛ يتلوه جملة ومفرد.
فالأول الإضراب فيه ، إما بمعنى ترك الأول والرجوع عنه بإبطاله ، وتسمى حرف ابتداء ، كقوله تعالى : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) (الأنبياء : ٢٦) أي بل هم عباد. وكذا : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ) (المؤمنون : ٧٠).
وإما الانتقال من حديث إلى حديث آخر ، والخروج من قصة إلى قصة ؛ من غير رجوع (٢) عن الأول ؛ وهي في هذه الحالة عاطفة. كما قاله الصفار ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) (الأنعام : ٩٤). (بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) (الكهف : ٤٨). وقوله : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) (السجدة : ٣) ؛ انتقل من القصة الأولى إلى ما هو أهمّ منها. (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ* بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) (النمل : ٦٥ ـ ٦٦) ليست للانتقال ، بل هم متصفون بهذه الصفات [كلها] (٣).
وقوله : (وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ) (الشعراء : ١٦٦). وفي موضع [آخر] (٤) : (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (النمل : ٥٥). وفي موضع : (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) (الأعراف : ٨١). والمراد تعديد خطاياهم ، واتصافهم بهذه
__________________
(١) في المخطوطة (المزيد).
(٢) في المخطوطة (أن الرجوع).
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) ساقطة من المطبوعة.