قال ابن عمرون : ويدلّ لعطف الاسمية على الفعلية قوله تعالى : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (مريم : ٣٧) فعطف (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (مريم : ٣٧) وهي جملة اسمية على (فَاخْتَلَفَ) ، وهي فعلية ، بالفاء. وقال تعالى : (وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) (١) (التوبة : ٨٧). وقال تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ* فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) (الحاقة : ١٨ ـ ١٩).
(قال) : وإذا (٢) جاز عطف الاسمية على الفعلية [ب «أم»] (٣) في قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) (الأعراف : ١٩٣) إذ الموضع للمعادلة (٤).
(وقيل) : إنه أوقع الاسمية موقع الفعلية ، نظرا إلى المعنى : «أصمتّم» فما المانع هنا؟
وجعل ابن مالك قوله تعالى : (وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ) (الأنعام : ٩٥) عطفا على (يُخْرِجُ) ، لأن الاسم في تأويل الفعل. والتحقيق ما قاله الزمخشريّ (٥) : إنه عطف على : (فالِقُ الْحَبِّ [وَالنَّوى]) (٦) (الأنعام : ٩٥) ، (٧) [ليتناسب المتعاطفان ، وفي الأول يخالف ذلك والأصل عدمه ، وأيضا قوله (يُخْرِجُ الْحَيَ) تفسير ل (فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى)] (٧) فلا يصحّ أن يكون عطفا على (يُخْرِجُ) ، لأنّه ليس تفسيرا لقوله : (فالِقُ الْحَبِ) ، فيعطف على تفسيره ، بل هو قسيم له.
[القاعدة] (٦) الثالثة
ينقسم باعتبار المعطوف إلى أقسام : عطف على اللفظ ، وعطف على الموضع ، وعطف على التوهم.
ـ (فالأوّل) أن يكون باعتبار عمل موجود في المعطوف عليه ؛ فهو العطف على اللفظ ، نحو : ليس زيد بقائم ولا ذاهب ، وهو الأصل.
__________________
(١) الآية في المخطوطة (فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ ...) المنافقون : ٣.
(٢) تصحفت في المطبوعة إلى (إذن).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) في المطبوعة (إذا لوضع للمعادلة).
(٥) انظر «الكشاف» ٢ / ٢٨ عند تفسير الآية من سورة الأنعام.
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) ليست في المطبوعة.