٨١ ـ ويكأن
قال الكسائي : كلمة تندّم وتعجب ، قال تعالى : (وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) (القصص : ٨٢) ، (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) (القصص : ٨٢).
وقيل : إنه صوت لا يقصد به الإخبار عن التندم. ويحتمل أنه اسم فعل مسماه «ندمت» أو «تعجبت».
وقال الصفار (١) : قال المفسرون معناه : ألم تر ، فإن أرادوا به تفسير المعنى فمسلّم ، وإن أرادوا تفسير الإعراب فلم يثبت ذلك.
وقيل بمعنى «ويلك (٢)» فكان ينبغي كسر «إن».
وقيل «وي» تنبيه ، وكأن للتشبيه وهو الذي نص عليه سيبويه (٣).
ومنهم من جعل كأنّ زائدة لا تفيد تشبيها ... (٤) [بوضوحها والحال «وي»] (٥) ولم يثبت ، فلم يبق إلا أنها للتشبيه ، الأمر يشبه هذا ، بل هو كذا.
قلت : عن هذا اعتذر سيبويه (٣) ، فقال : «المعنى على أن القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم ، أو نبّهوا ، فقيل لهم : أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا»!.
وهذا بديع جدا كأنهم لم يحققوا هذا الأمر ، فلم يكن عندهم إلا ظن ، فقالوا نشبه أن يكون الأمر كذا ، ونبهوا (٦). ثم قيل لهم : يشبه أن يكون الأمر هكذا على وجه (٧) التقرير انتهى.
وقال صاحب (٨) «البسيط» كأنّه على مذهب البصريين ، لا يراد به التشبيه بل القطع
__________________
(١) هو القاسم بن علي البطليوسي تقدم التعريف به في ٢ / ٤٥١.
(٢) في المخطوطة (ويك).
(٣) في الكتاب ٢ / ١٥٤. (باب ينتصب فيه الخبر بعد الأحرف الخمسة).
(٤) بياض في المخطوطة والمطبوعة مقدار ثلاث كلمات.
(٥) العبارة بين الحاصرتين ساقطة من المطبوعة.
(٦) في المطبوعة (ونهوا).
(٧) في المخطوطة (جهة).
(٨) هو الحسن بن شرف شاه الأسترآباذي تقدم التعريف به وبكتابه في ٢ / ٤٦٤.