وأما قوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ* فَسَلامٌ لَكَ) (الواقعة : ٩٠ ـ ٩١) ، فقيل : الفاء جواب «أما» ، ويكون الشرط لا جواب له ، وقد سدّ جواب «أما» مسدّ جواب الشرط. (١) [وقيل : بل جواب الشرط] (١) ، والشّرط وجوابه سدّ [مسدّ] (١) جواب «أما». وتجيء أيضا مركبة من «أم» المنقطعة و «ما» (٢) الاستفهامية ، وأدغمت الميم في الميم ، كقوله تعالى : (أَمَّا ذا (٣) كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النمل : ٨٤).
١٧ ـ إمّا المكسورة المشدّدة
[تكون تخيير] (٤) نحو : اشتر لي (٥) ، إما لحما وإما لبنا. وكقوله تعالى : (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (الكهف : ٨٦). (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ) (طه : ٦٥). (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) (محمد : ٤) وانتصب (٦) «منّا» و «فداء» على المصدر ، أي (٦) من «مننتم» و «فاديتم».
وقال صاحب «الأزهية» (٧) : حكمها في هذا القسم التكرير ، ولا تكرير إذا كان في الكلام عوض من تكريرها ، تقول : إما تقول الحق وإلا فاسكت ، و «إلا» بمعنى «إما».
وبمعنى الإبهام ، نحو : (إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) (التوبة : ١٠٦). (إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ) (مريم : ٧٥). (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان : ٣).
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (أما).
(٣) في المطبوعة (أمّ ما ذا).
(٤) ساقطة من المطبوعة.
(٥) في المخطوطة (اشتري).
(٦) عبارة المخطوطة (وأما فداء على المصدرية).
(٧) هو علي بن محمد الهروي النحوي من أهل «هراة» قدم مصر واستوطنها روى عن الأزهري وهو أول من أدخل نسخة من كتاب «الصحاح» للجوهري مصر ، وصنف كتابا كبيرا في النحو عدة مجلدات ، وصنف كتابا في معاني العوامل سماه «الأزهية» ، وله مختصر في النحو سماه «المرشد» ت ٤١٥ ه (القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ٣١١). وكتابه طبع بعنوان الأزهية في علم الحروف بتحقيق عبد المعين الملوحي ، في دمشق بمجمع اللغة العربية عام ١٣٩١ / ١٩٧١ م وأعيد طبعه عام ١٤٠٢ ه / ١٩٨٢ م معجم المنجد ٤ / ١٥١ ، أخبار التراث ٢ / ٢٧ و ٧ / ٢٧).