وقال ابن عباس : الحمد لله الذي قال : (عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) (الماعون : ٥) ، ولم يقل : «في (١) صلاتهم» (٢).
وقال صاحب «الكشاف (٣)» في قوله تعالى : (وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) (فصلت : ٥) : لو سقطت «من» جاز كون الحجاب في الوسط (٤) [فيما بينك وبينه من المسافة] (٤) ، وإن (٥) تباعدت. وإذا أتيت ب «من» أفادت أن الحجاب ابتداء من أول ما ينطلق عليه «من» ، وانتهى إلى غايته ، فكأن الحجاب قد ملأ ما بينك وبينه. (وقال) (٦) : كرّر الجار في قوله [تعالى] (٧) : (وَعَلى سَمْعِهِمْ) (البقرة : ٧) ليكون أدلّ (٨) على شدة الختم في الموضعين (٩) ، حين استجدّ له تعدية أخرى. وهذا كثير لا يمكن إحصاؤه ؛ والمعين عليه معرفة معاني المفردات ، فلنذكر مهمات مطالبها على وجه الاختصار.
١ ـ الهمزة
أصلها الاستفهام ، وهو طلب الإفهام. وتأتي لطلب التصور والتصديق ، بخلاف «هل» [فإنها] (١٠) للتصوّر خاصة. والهمزة أغلب دورانا ، ولذلك كانت أم الباب. واختصّت بدخولها على الواو ، نحو : (أَوَكُلَّما عاهَدُوا) (البقرة : ١٠٠). وعلى الفاء ، نحو : (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى) (الأعراف : ٩٧) وعلى ثمّ ، نحو : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ) (يونس : ٥١).
و «هل (١١)» أظهر في الاختصاص بالفعل من الهمزة ، وأما قوله تعالى : (فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ) (الأنبياء : ٨٠) (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (المائدة : ٩١) ، و (فَهَلْ أَنْتُمْ
__________________
(١) تصحفت في المخطوطة إلى (على صلاتهم).
(٢) أخرجه من رواية عطاء رحمهالله الطبري في التفسير ٣٠ / ٢٠٢ ، وذكره الرازي في التفسير ٣٢ / ١١٤ عن ابن عباس رضياللهعنهما وذكره الزمخشري في الكشاف ٤ / ٢٣٦ عن أنس رضياللهعنه.
(٣) الكشاف ٣ / ٢٨٢.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٥) في المخطوطة (إذا).
(٦) انظر الكشاف ١ / ٢٨ ـ ٢٩.
(٧) ليست في المطبوعة.
(٨) في المخطوطة (أرد).
(٩) في المخطوطة (موضعين).
(١٠) ساقطة من المخطوطة.
(١١) في المخطوطة (وهذا).