يدل على الجنسية وعلى التثنية ، فلو اقتصر عليه لم يفهم النّهي عن أحدهما ، فأتى ب «اثنين» ليدلّ على أن النهي عن الاثنين على ما سبق.
(السادس): للحصر إذا تقدمها نفي :
[إما] (١) صريح ، كقوله تعالى : (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (الحجر : ١١). أو مقدّر ، كقوله تعالى : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ) (البقرة : ٤٥) ، فإن «إلا» ما دخلت بعد لفظ الإيجاب إلا لتأويل ما سبق إلا بالنفي ، أي فإنها لا (٢) تسهل ، وهو معنى «كبيرة» ، [وإما] (٣) لأن الكلام صادق معها ، أي وإنها لكبيرة على كلّ أحد إلا على الخاشعين ، بخلاف ضربت إلا زيدا ، فإنه لا يصدق.
(السابع): مركبة من «إن» الشرطية ، و «لا» النافية ، ووقعت في عدة مواقع من القرآن. نحو : (إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ) (التوبة : ٤٠). (إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ) (الأنفال : ٧٣). (إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ) (التوبة : ٣٩). (وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) (هود : ٤٧). (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَ) (يوسف : ٣٣).
ولأجل الشبه الصوريّ غلط بعضهم فقال في «إلا (٤) تفعلوه» : إنّ الاستثناء منقطع أو متصل. وعجبت من ابن مالك (٥) في شرح «التسهيل» حيث عدّها في أقسام «إلا» ، لكنه في «شرح الكافية (٦)» قال في باب الاستثناء : لا حاجة للاحتراز عنها.
(فائدة) قال الرماني (٧) في «تفسيره» : معنى «إلا» : اللازم لها الاختصاص بالشيء دون غيره ، فإذا قلت : جاءني القوم إلا زيدا ، فقد اختصصت زيدا بأنه لم يجيء ، وإذا قلت : ما
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) عبارة المخطوطة (لا أو لا يسهل).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (إن لا).
(٥) هو جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك تقدم التعريف به في ١ / ٣٨١ وبكتابه في ٢ / ٣٥٧ وانظر المغني ١ / ٧٣.
(٦) تقدم التعريف بالكتاب في ٣ / ٨٦.
(٧) هو علي بن عيسى الرماني تقدم التعريف به في ١ / ١١١. وبتفسيره في ٢ / ٣٧٣.