(يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ) (آل عمران : ٦) ، (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ) (الروم : ٤٨) وجوابه في ذلك محذوف ؛ لدلالة ما قبلها.
ومراد هذا القائل ، الشرط المعنويّ ؛ وهو إنّما يفيد الربط فقط ؛ أي ربط جملة بأخرى كأداة الشرط ، لا اللفظيّ ، وإلا لجزم الفعل.
وعن الكوفيين أنها تجزم ، نحو : كيف تكن أكن وقد يحذف الفعل بعدها ، قال تعالى : (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) (التوبة : ٨) أي كيف توالونهم!
٥٦ ـ اللام
قسمان : إمّا أن تكون عاملة ، أو غير عاملة.
القسم الأول
غير العاملة
وتجيء لعشرة معان : معرّفة ، ودالة على البعد ، ومخفّفة ، (١) [وفارقة ، ومحققة] (١) وموجبة ، ومؤكدة ، ومتمّمة ، وموجّهة ، ومسبوقة ، والمؤذنة ، [والموطئة] (٢).
فالمعرّفة : التي معها ألف الوصل ، عند من يجعل المعرّفة اللام وحدها ، وينسب لسيبويه. وذهب الخليل (٣) إلى أنه ثنائيّ ، وهمزته همزة قطع ، وصلت لكثرة الاستعمال.
وتنقسم المعرّفة إلى عهدية واستغراقية ، وقد سبقا في قاعدة التنكير والتعريف. وزاد قوم طلب الصّلة ، وجعل منه : (رَكِبا فِي السَّفِينَةِ) (الكهف : ٧١) ، (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) (يوسف : ١٧).
وللإضمار ، (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) (النازعات : ٣٩) ، ولا خلاف أن الإضمار
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة. (والمخففة والفارقة) اسمان لقسم واحد كما ذكره الزركشي وسيأتي.
(٢) ساقطة من المخطوطة (والمؤذنة والموطئة) اسمان لقسم واحد كما ذكره الزركشي وسيأتي.
(٣) انظر قول الخليل وسيبويه في الكتاب ٣ / ٣٢٢ ـ ٣٢٥ ، باب إرادة اللفظ بالحرف الواحد ، وفي ٤ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، باب ما يتقدم أول الحروف وهي زائدة ...