٢٣ ـ إي
حرف جواب بمعنى «نعم» ، كقوله تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) (يونس : ٥٣) ، ولا يأتي قبل النهي صلة لها.
٢٤ ـ حرف الباء
أصله للإلصاق ، ومعناه اختلاط الشيء بالشيء ، ويكون حقيقة ، وهو الأكثر ، نحو : «به داء» ، ومجازا ك (١) «مررت به» ، إذ معناه (٢) : جعلت مروري ملصقا بمكان قريب منه ، لا به ، فهو وارد على الاتساع. وقد جعلوا منه قوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) (المائدة : ٦).
وقد تأتي زائدة : إمّا مع الخبر ؛ نحو : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (الشورى : ٤٠). وإما مع الفاعل ، نحو : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (النساء : ٧٩) ف «الله» فاعل و «شهيدا» نصب على الحال أو التمييز ، والباء زائدة ، ودخلت (٣) لتأكيد الاتصال ، أي لتأكيد شدّة ارتباط الفعل بالفاعل ، لأنّ الفعل يطلب فاعله طلبا لا بدّ منه ، والباء توصل الأول إلى الثاني ، فكأنّ الفعل يصل إلى الفاعل ، وزادته الباء اتصالا.
قال ابن الشجري (٤) : فعلوا ذلك ؛ إيذانا بأن الكفاية من الله ليست كالكفاية من غيره في عظم المنزلة ، فضوعف لفظها ليضاعف (٥) معناها. وقيل : دخلت الباء لتدلّ على المعنى ؛ لأن المعنى : اكتفوا بالله. وقيل : الفاعل مقدر (٦) ، والتقدير كفى الاكتفاء بالله ، فحذف المصدر وبقي معموله دالا عليه. وفيه نظر ، لأن الباء إذا سقطت ارتفع اسم الله على الفاعلية ، كقوله :
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا (٧)
__________________
(١) في المخطوطة (نحو مررت).
(٢) في المخطوطة (ومعناه).
(٣) في المخطوطة (دخلت).
(٤) انظر الأمالي الشجرية : ١٠٢ (التتمة) المجلس الثالث والثمانون. بتصرف.
(٥) في المخطوطة (لتضاعف).
(٦) في المخطوطة (مصدر).
(٧) البيت لسحيم ، عبد بني الحساس ، ذكره ابن الشجري في الأمالي : ١٠٢ (التتمة) ، والبغدادي في الخزانة ١ / ٢٧٣ ، وصدره :
عميرة ودّع إن تجهّزت غاديا