المضيّ ، كما في قوله تعالى : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) (البقرة : ١٤٤). (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ) (الأنعام : ٣٣). (قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) (النور : ٦٤).
وقال الراغب (١) : «إن دخلت على الماضي اجتمعت لكل فعل متجدد ، نحو : (قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) (يوسف : ٩٠). (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ) (آل عمران : ١٣). (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) (الفتح : ١٨). (لَقَدْ تابَ اللهُ) (التوبة : ١١٧). ولهذا لا تستعمل في أوصاف الله ، لا يقال : «قد كان الله غفورا رحيما». فأما قوله [تعالى] : ([أَنْ] (٢) سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) (المزمل : ٢٠) ، فهو متأوّل للمرضى في المعنى ؛ كما أن النفي في قولك : ما علم الله زيدا يخرج ، هو للخروج ، وتقديره [«قد يمرضون فيما علم الله] (٣)» وما يخرج زيد فيما علم الله. وإن (٤) دخلت على المضارع فذلك لفعل يكون في حاله (٤) ، نحو : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ [لِواذاً]) (٣) (النور : ٦٣) ، أي قد يتسللون فيما علم الله» (٥).
٤٦ ـ الكاف
للتشبيه ، [نحو] (٦) : (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) (الرحمن : ٢٤) وهو كثير.
وللتعليل كقوله تعالى : (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً) (البقرة : ١٥١) ، قال الأخفش (٧) : أي لأجل إرسالي فيكم رسولا منكم ، فاذكروني. وهو ظاهر في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) (البقرة : ١٩٨). وجعل ابن برهان (٨) النحويّ منه قوله تعالى : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) (القصص : ٨٢).
وللتوكيد : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ) (البقرة : ٢٥٩). وقوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى : ١١) ، أي ليس شيء مثله ؛ وإلا لزم إثبات المثل.
__________________
(١) هو الحسين بن محمد تقدم التعريف به في ١ / ٢١٨. وانظر قوله في المفردات : ٣٩٤ مادة (قدد).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٤) العبارة في المفردات وإن دخل «قد» على المستقبل من الفعل فذلك الفعل يكون في حالة دون حالة).
(٥) في المخطوطة زيادة وهي (ومجيء للتعليل).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) انظر قوله في كتابه معاني القرآن ١ / ١٥٣ مختصرا ، وفي المغني ١ / ١٧٦ كاملا.
(٨) هو أحمد بن علي بن برهان تقدم التعريف به في ٢ / ٢٠٨.