ـ وحرف تعليل ، نحو : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ) (الزخرف : ٣٩) (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ) (الأحقاف : ١١).
ـ (وقيل) : تأتي ظرفا لما يستقبل بمعنى «إذا» ، وخرّج عليه بعض ما سبق. وكذا قوله : (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ* إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) (غافر : ٧٠ ـ ٧١) وأنكره السّهيلي (١) ؛ لأن «إذا» لا يجيء بعدها المضارع مع النفي. ـ وقد تجيء (٢) بعد القسم ، كقوله : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (الفجر : ٤) لانعدام معنى الشرطية فيه.
ـ (وقيل) : تجيء زائدة ، نحو : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) (البقرة : ٣٠). وقيل هي فيه بمعنى «قد».
ـ وقد تجيء بمعنى «أن» ، حكاه السّهيليّ في «الروض» عن نص سيبويه في «كتابه» ، قال : ويشهد له قوله تعالى : (بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران : ٨٠) وعليه يحمل قوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (الزخرف : ٣٩). قال : وغفل الفارسيّ عمّا في [٢٨٦ / ب] الكتاب من هذا ، وجعل الفعل المستقبل الذي بعد «لن» عاملا في الظرف الماضي ، فصار بمنزلة من يقول : سآتيك اليوم أمس.
قال : وليت شعري ما تقول في قوله تعالى : (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ) (الأحقاف : ١١) ، فإن جوز وقوع الفعل في الظرف الماضي على أصله ، فكيف يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها ؛ لا سيما مع السين وهو قبيح أن تقول : غدا سآتيك! فكيف إن قلت : غدا فسآتيك! فكيف إن زدت على هذا وقلت : أمس فسآتيك وإذ على أصله بمعنى أمس.
(تنبيه) حيث وقعت «إذ» بعد «واذكر» ، فالمراد به الأمر بالنظر إلى ما اشتمل عليه ذلك الزمان ، لغرابة ما وقع فيه ، فهو جدير بأن ينظر فيه. وقد أشار إلى هذا الزمخشريّ (٣) في قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ) (مريم : ١٦). وقوله : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا* إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) (مريم : ٤١ ـ ٤٢) ونظائره.
__________________
(١) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي تقدم التعريف به في ١ / ٢٤٢.
(٢) في المخطوطة (ويجيء بعدها).
(٣) انظر الكشاف ٢ / ٤٠٧.