وكيف يكون ذلك مع القاعدة المشهورة ، أن الفعل لا يتعدّى إلى ضمير متصل. وقد يرفع المتصل وهما لمدلول واحد ، فلا تقول (١) : ضربتني ولا ضربتك إلا في باب ظن ، والضمير المجرور عندهم بالحرف كالمنصوب المستقل ، فلا تقول : هززت (٢) إليّ ، ولا هززت (٢) إليك.
١٣ ـ ألا بالفتح والتخفيف
تأتي للاستفتاح ، وفائدته التنبيه على تحقيق ما بعدها ، ولذلك قلّ وقوع الجمل بعدها إلا مصدّرة بنحو ما يتلقّى به القسم ، نحو : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) (٣) (البقرة : ١٢).
(أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) (فصلت : ٥٤). (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود : ١٨). (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) (هود : ٦٨).
(أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) (هود : ٨). (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) (هود : ٥).
وتأتي مركبة من كلمتين : همزة الاستفهام ولا النافية. والاستفهام إذا دخل على النفي أفاد تحقيقا ، كقوله تعالى : (قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ) (الشعراء : ١١). وقوله : (قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) (الذاريات : ٢٧). والتقدير أنهم ليسوا بمتقين ، وليسوا بآكلين.
وللعرض وهو طلب بلين ، نحو (٤) : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) (النور : ٢٢).
(أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) (التوبة : ١٣).
١٤ ـ ألاّ بالفتح والتشديد
حرف تحضيض ، مركبة من «أن» الناصبة و «لا» النافية ، كقوله تعالى : (أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَ) (النمل : ٣١) ، (أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ) (النمل : ٢٥). ثم قيل : المشدّدة أصل
__________________
(١) في المخطوطة (يقال).
(٢) في المخطوطة (هزرت).
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (المفلحون).
(٤) في المخطوطة (كقوله تعالى).