وقد ينزّل المجهول منزلة المعلوم لا دعاء المتكلم ظهوره ، فيستعمل له [«إنما»] (١) ، كقوله تعالى : (إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (البقرة : ١١) ، فإنّ كونهم مصلحين منتف فهو (٢) مجهول ، بمعنى (٣) أنه لم يعلم بينهم صلاح (٤) ، فقد نسبوا الإصلاح إلى أنفسهم ، وادّعوا أنهم كذلك ظاهر جليّ ، ولذلك جاء الردّ عليهم مؤكّدا من وجوه.
١٢ ـ إلى
لانتهاء الغاية ، وهي مقابلة [ل] (٥) «من». ثم لا يخلو أن (٦) يقترن بها قرينة تدلّ على أن ما بعدها داخل فيما قبلها ، أو غير داخل. (٧) [وإن لم يقترن بها قرينة تدلّ على أن ما بعدها داخل فيما قبلها أو غير داخل] (٧) ، فيصار إليه قطعا ، وإن لم يقترن بها.
واختلف (٨) في دخول ما بعدها في حكم ما قبلها على مذاهب :
(أحدها): لا تدخل إلا مجازا ، لأنّها تدلّ على غاية الشيء ونهايته التي هي حدّه ، وما بعد الحدّ لا يدخل في المحدود ؛ ولهذا لم يدخل شيء من الليل في الصوم في قوله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) (البقرة : ١٨٧).
(الثاني): عكسه ، أي أنه يدخل ولا يخرج إلا مجازا ، بدليل آية الوضوء.
(والثالث): أنها مشتركة فيهما (٩) لوجود الدخول وعدمه.
(والرابع): إن كان ما بعدها من جنس ما قبلها أو جزءا (١٠) كالمرافق ، دخل ، وإلا فلا (١١).
والحق أنه لا يطلق ، فقد يدخل نحو : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) (المائدة : ٦) ، وقد
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (أو).
(٣) في المخطوطة (يعني).
(٤) في المخطوطة (إصلاح).
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (إما).
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٨) في المخطوطة (فاختلف).
(٩) في المخطوطة (فيها).
(١٠) في المخطوطة (خبرا).
(١١) في المخطوطة زيادة وهي (والخامس إن كان معه من والحق ...).