قوله : (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ) (المؤمنون : ٢٨) ، وقوله : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) (طه : ٧١) لما في الكلام من معنى الاستعلاء.
وقيل : ظرفية ؛ لأن الجذع للمصلوب بمنزلة القبر للمقبور ؛ فلذلك جاز أن يقال : في.
وقيل : إنّما آثر لفظة «في» للإشعار بسهولة صلبهم ؛ لأن «على» تدلّ على نبوّ (١) يحتاج فيه إلى تحرك (٢) [إلى فوق] (٣).
وبمعنى «إلى» نحو : (فَتُهاجِرُوا فِيها) (النساء : ٩٧). (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) (إبراهيم : ٩).
وبمعنى «من» : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) (النحل : ٨٩).
وللمقايسة وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق ، كقوله تعالى : (فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ) (التوبة : ٣٨). وللتوكيد ، كقوله تعالى : (ارْكَبُوا فِيها) (هود : ٤١).
وبمعنى بعد : (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) (لقمان : ١٤) [أي بعد عامين] (٣).
وبمعنى «عن» ، كقوله : (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) (الإسراء : ٧٢) (٤) [قيل لما نزلت : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) (الإسراء : ٧٠) لم يسمعوا ولم يصدقوا ؛ فنزل : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى)] (٤) (الإسراء : ٧٢) أي عن النعيم الذي قلناه ، ووصفناه في الدنيا ، فهو عن (٥) نعيم الآخرة [أعمى] (٦) إذ لم يصدّق.
٤٥ ـ قد
تدخل على الماضي المتصرّف ، وعلى المضارع ؛ بشرط تجرّده عن الجازم والناصب وحرف التنفيس ، وتأتي لخمس معان : التوقّع ، والتقريب ، والتقليل ، والتكثير ، والتحقيق.
__________________
(١) في المخطوطة (ثبوت).
(٢) في المخطوطة (تحوّل).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة. وانظر تفسير الآية ، ٧ في تفسير القرطبي ١٠ / ٢٩٨.
(٥) في المطبوعة (في).
(٦) ساقطة من المخطوطة.