العمل بهما أولى كما يقوله الماوردي : إن الضمير يعود إلى الخنزير ، لأن اللحم موجود فيه.
وأما قوله تعالى : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (الشعراء : ٤) ، فأخبر ب «خاضعين» عن المضاف إليه ، ولو أخبر عن المضاف لقال : «خاضعة» (١) [أو خضعا ، أو خواضع ، وإنما حسن ذلك لأن خضوع أصحاب الأعناق بخضوع أعناقهم] (١).
٤ / ٤٠ وأما قوله تعالى : (فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً) (٢) (غافر : ٣٧) ، [فقد] (٣) عاد الضمير في قول المحققين للمضاف [إليه] (٤) وهو موسى ، والظن بفرعون ، وكأنه لما رأى نفسه قد غلط في الإقرار بالإلهيّة من قوله : (إِلهِ مُوسى) استدرك ذلك بقوله هذا.
الحادي عشر : إذا عطف ب «أو» وجب إفراد الضمير ، نحو إن جاء زيد أو عمرو فأكرمه ؛ لأن «أو» لأحد الشيئين ، فأما قوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما) (النساء : ١٣٥) فقيل : إنّ «أو» بمعنى الواو. وقيل : بل المعنى أن «يكن الخصمان» ، فعاد الضمير على المعنى. وقيل : للتنويع لا للعطف ، وعكس هذا إذا عطف بالواو وجب تثنية الضمير.
فأما [٢٥٦ / أ] قوله تعالى : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) (التوبة : ٦٢) ، فقد سبق [الكلام] (٥) عليه.
(فائدة) قوله : (إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها) (النازعات : ٤٦) ، أي «وضحى يومها» ؛ [فدلّ] (٥) بالجزء على الكلّ.
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) نص الآية في المخطوطة (لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) ويلاحظ أن أول الآية موافق لسورة القصص الآية (٣٨) إلا آخرها فإنه في القصص (من الكاذبين) ، وما وقع في المخطوطة موافق لآية غافر التي في المطبوعة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) ليست في المخطوطة.