والمخفّفة فرع. وقيل بالعكس. وقيل : الهمزة بدل من الهاء ، وبالعكس ، حكاه ابن هشام الخضراوي (١) في «حاشية سيبويه».
١٥ ـ إلاّ
[٢٩١ / أ] ترد لمعان :
(الأول): الاستثناء. وينقسم إلى متصل ، وهو ما كان المستثنى من جنس المستثنى منه ، نحو جاء القوم إلا زيدا. وإلى منقطع ، وهو ما كان من غير جنسه.
وتقدّر ب «لكن» ، كقوله : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ* إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) (الغاشية : ٢٢ ـ ٢٣). و [قوله] (٢) (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ) (الفرقان : ٥٧). وقوله : (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) (الآية : ٢٥) في سورة الانشقاق. و [قوله] (٢) (إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) (الآية : ٢٣) ، في آخر الغاشية.
وكذلك : (إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) (الجن : ٢٧) ، ودخول الفاء في : (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ) دليل انقطاعه ، ولو كان متصلا لتم الكلام عند قوله : «رسول» (٣). وقوله : (إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (طه : ٣). ويجوز أن تكون (تَذْكِرَةً) بدلا من (لِتَشْقى) (طه : ٢) ، وهو منصوب ب «أنزلنا» تقديره : ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرة. (٤) [كقولك ما فعلت ذلك إلا هاتيك إلا إكراما لك] (٤).
وقوله [تعالى] : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى * إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) (الليل : ١٩ ـ ٢٠) فابتغاء وجه ربه ليس من جنس النعم التي تجزي.
وقوله : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ) (الحج : ٤٠). (٥) [فقولهم : (رَبُّنَا اللهُ)] (٥) ليس بحق يوجب إخراجهم. وقوله : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ
__________________
(١) هو محمد بن يحيى بن هشام الخضراوي العلامة أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي الأندلسي. من أهل الجزيرة الخضراء ، كان رأسا في العربية عاكفا على التعليم ، أخذها عن ابن خروف ومصعب والرندي والقراءات عن أبيه وأخذ عنه الشّلوبين وصنف «فصل المقال في أبنية الأفعال» «الإفصاح بفوائد الإيضاح» «الاقتراح في تلخيص الإيضاح» ت ٦٤٦ ه (بغية الوعاة ١ / ٢٦٧).
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (ورسول الله).
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٥) العبارة ليست في المخطوطة.