وهي قسمان :
استفهامية تحتاج إلى جواب ؛ بمعنى : أيّ عدد (١)؟ ، فينصب ما بعدها ، (٢) [نحو : كم رجلا ضربت؟ وخبرية لا تحتاج إلى جواب ؛ بمعنى : عدد كثير ، فيجرّ ما بعدها] (٢) ؛ نحو : كم عبد (٣) ملكت.
وقد تدخل عليها [«من»] (٤) ، كقوله : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) (الأعراف : ٤) ، (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ) (الأنبياء : ١١).
وليست الاستفهامية أصلا للخبرية ؛ خلافا للزمخشري (٥) حيث ادّعى ذلك في سورة «يس» عند الكلام على : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا) (الآية : ٣١).
ولم تستعمل الخبرية غالبا إلاّ في مقام الافتخار والمباهاة ؛ لأن معناها التكثير ؛ ولهذا ميزت بما يميز العدد الكثير ، وهو مائة وألف ؛ فكما أن «مائة» تميّز بواحد مجرور ، فكذلك «كم».
واعلم أن «كم» مفردة اللفظ ، ومعناها الجمع ؛ فيجوز في ضميرها الأمران بالاعتبارين ، قال تعالى : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ) (النجم : ٢٦) ، ثم قال : (لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ) (النجم : ٢٦) ، فأتى به جمعا. [وقال] (٦) : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) (الأعراف : ٤) ، ثم قال : (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) (الأعراف : ٤).
٥٥ ـ كيف
استفهام عن حال الشيء لا عن ذاته ؛ كما أن «ما» سؤال عن حقيقته ، و «من» عن مشخصاته ؛ ولهذا لا يجوز أن يقال في «الله» «كيف».
وهي مع ذلك منزّلة منزلة الظرف ؛ فإذا قلت : كيف زيد؟ كان «زيد» مبتدأ ، و «كيف» في محلّ الخبر ، والتقدير : على أيّ حال زيد؟
هذا أصلها في الوضع ؛ لكن قد تعرض لها معان تفهم من سياق الكلام ، أو من قرينة الحال ؛ مثل معنى التنبيه والاعتبار وغيرهما.
__________________
(١) في المخطوطة (عددت).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (عبدا).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) في الكشاف ٣ / ٢٨٥.
(٦) ليست في المخطوطة.