٥٩ ـ لا جرم
جاءت في القرآن في خمسة مواضع متلوة بأنّ واسمها ، ولم يجيء بعدها فعل.
الأول في هود (١) ، وثلاثة في النحل (٢) ، والخامس (٣) في غافر ، وفيه فسرها الزمخشري (٤) و «ذكر اللغويون والمفسرون في معناها أقوالا :
أحدها : أنّ «لا» نافية ردا للكلام المتقدم ، و «جرم» فعل معناه حقّ ، و «أنّ» مع ما في حيزها فاعل ، أي حق ، ووجب بطلان دعوته». وهذا مذهب الخليل وسيبويه (٥) والأخفش ، فقوله تعالى : (لا جَرَمَ) ، [معناه] (٦) أنه ردّ على الكفار وتحقيق لخسرانهم.
الثاني : [أن] (٧) «لا» زائدة و «جرم» معناه كسب ، أي كسب [لهم] (٨) عملهم الندامة ، وما في خبرها على هذا القول في موضع نصب ، وعلى الأوّل في موضع رفع.
الثالث : لا جرم ، كلمتان ركبتا وصار معناهما حقا ، وأكثر المفسرين يقتصر على ذلك.
والرابع : أن معناها «لا بدّ» وأنّ الواقعة بعدها في موضع نصب ، بإسقاط الخافض (٩).
٦٠ ـ لو على خمسة أوجه :
(أحدها): الامتناعية ؛ واختلف في حقيقتها ، فقال سيبويه (١٠) : «هي حرف لما كان سيقع لوقوع غيره». ومعناه كما قال الصّفّار (١١) : أنّك إذا قلت : لو قام زيد قام عمرو ، دلّت
__________________
(١) الآية (٢٢) (لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ).
(٢) الآية (٢٣) (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) والآية (٦٢) (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) والآية (١٠٩) (لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ).
(٣) الآية (٤٣) (لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ).
(٤) انظر قوله في «الكشاف» ٣ / ٣٧٢ عند تفسير الآية من سورة غافر.
(٥) انظر قوله في «الكتاب» ٣ / ١٣٨ باب من أبواب تكون أن ، تكون أنّ فيه مبنية على ما قبلها.
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) ليست في المخطوطة.
(٨) ليست في المطبوعة.
(٩) عبارة المخطوطة (بإسقاط حرف الجر).
(١٠) انظر قوله في «الكتاب» ٤ / ٢٢٤ باب عدة ما يكون عليه الكلم.
(١١) هو القاسم بن علي البطليوسي تقدم التعريف به في ٢ / ٤٥١.