مُسْلِمُونَ) (هود : ١٤) ؛ فذلك لتأكيد الطلب للأوصاف الثلاثة ؛ [من] (١) حيث إن الجملة الاسمية أدلّ على حصول المطلوب وثبوته ؛ وهو أدلّ على طلبه من «فهل تشكرون» «وهل تسلمون» لإفادة التجدد. واعلم أنه يعدل بالهمزة عن أصلها ، فيتجوز بها عن النفي والإيجاب والتقرير [والتوبيخ] (٢) ، وغير ذلك من المعاني السالفة (٣) في بحث الاستفهام مشروحة (٤) ، فانظره فيه (٥).
(مسألة) وإذا دخلت على «رأيت» امتنع أن تكون من رؤية البصر أو القلب ، وصارت (٦) بمعنى «أخبرني» (٧) ، (٨) كقولك : «أرأيك زيدا (٨)) [٢٨١ / أ] ما صنع؟ في المعنى تعدّى بحرف ، وفي اللفظ تعدّى بنفسه. ومنه قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا) (مريم : ٧٧). (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى * عَبْداً إِذا صَلَّى) (العلق : ٩ ـ ١٠). (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (الماعون : ١).
(مسألة) وإذا دخلت على «لم» أفادت معنيين (أحدهما) : التنبيه والتذكير ، نحو : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (الفرقان : ٤٥). (والثاني) : التعجّب من الأمر العظيم ، كقولك : ألم تر إلى فلان يقول كذا ، ويعمل (٩) كذا! على طريق التعجّب منه. وكيف كان فهي تحذير.
٢ ـ أم (١٠)
حرف عطف نائب عن تكرير الاسم والفعل ، نحو أزيد عندك أم عمرو؟ (وقيل) :
__________________
(١) ساقطة من المطبوعة.
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (السابقة).
(٤) في المخطوطة (من وجه).
(٥) في المخطوطة (منه).
(٦) في المخطوطة (وصار).
(٧) في المخطوطة (آخر).
(٨) عبارة المخطوطة (كما في قوله : أرأيتك وزيدا).
(٩) في المخطوطة (ويقول).
(١٠) ذكر هذا الفصل ابن فارس في الصاحبي في فقه اللغة : ٩٧ باب الكلام على حروف المعاني باب (أم) وابن الشجري في الأمالي ٢ / ٣٣٣ المجلس (٧٧) ذكر معاني أم ، وابن هشام في مغني اللبيب ١ / ٤١ (أم).