واليقين ، وعلى مذهب الكوفيين يحتمل أن تكون الكاف حرفا للخطاب ، لأنه إذا كان اسم فعل لم يضف. وذهب بعضهم إلى أنه بكماله [٣٢٣ / أ] اسم.
وذهب الكسائي (١) إلى أن أصله «ويلك» فحذفت اللام وفتحت على مذهبه أن ، باسم الفعل قبلها.
وأما الوقف فأبو عمرو ويعقوب (٢) يقفان على الكاف على موافقة مذهب الكوفيين ، والكسائي يقف على الياء ؛ وهو مذهب البصريين ؛ وهذا يدلّ على أنهم لم يأخذوا قراءتهم من نحوهم ، وإنما أخذوها نقلا ، وإن خالف مذهبهم في النحو ولم يكتبوها (٣) منفصلة ، لأنه لما كثر بها الكلام وصلت.
٨٢ ـ ويل
قال الأصمعي : «ويل» تقبيح ، قال تعالى : (وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الأنبياء : ١٨).
وقد توضع موضع التحسّر والتفجع [منه] (٤) ، كقوله : (يا وَيْلَتَنا) (الكهف : ٤٩) ، (يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ) (المائدة : ٣١).
٨٣ ـ يا
لنداء البعيد حقيقة أو حكما ، ومنه قول الداعي : يا الله ؛ وهو (أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (ق : ٥٠) ، استصغارا لنفسه ، واستبعادا لها من مظانّ الزلفى.
وقد ينادى بها القريب إذا كان ساهيا أو غافلا ؛ تنزيلا لهما منزلة البعيد.
وقد ينادى بها القريب الذي ليس بساه ولا غافل ؛ إذا كان الخطاب المرتّب على النداء في محل الاعتناء بشأن المنادى.
__________________
(١) ذكر قوله ابن هشام في المغني ٢ / ٣٦٩ (وي).
(٢) ذكر الداني قولهما وقول الكسائي في التيسير : ٦١ (باب ذكر الوقف على مرسوم الخط) وانظر منار الهدى في الوقف والابتداء : ٦٨. (سورة القصص).
(٣) في المخطوطة (يثبتوها).
(٤) ساقطة من المخطوطة.