وقال سيبويه (١) : هي جواب لشرط مقدر أي إن أردت عليه فذلك.
وقوله : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر : ٢) على قول.
٤٤ ـ في
تجيء لمعان كثيرة :
للظرفية : ثم تارة يكون الظرف والمظروف حسين ، نحو زيد في الدار ؛ ومنه : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) (المرسلات : ٤١) ، (فَادْخُلِي فِي عِبادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر : ٢٩ ـ ٣٠) ، (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل : ١٩) ، (أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ) (الأحقاف : ١٨).
وتارة يكونان معنويين ؛ نحو رغبت في العلم ، ومنه : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) (البقرة : ١٧٩).
وتارة يكون المظروف جسما (٢) ، نحو : (إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأعراف : ٦٠).
وتارة يكون الظرف جسما (٢) ، [نحو] (٣) : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (البقرة : ١٠).
والأول حقيقة ، والرابع أقرب المجازات إلى الحقيقة.
وتجيء بمعنى «مع» ، نحو : (فِي تِسْعِ آياتٍ) (النمل : ١٢) (٤) [(ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ)] (٤) (الأعراف : ٣٨) ، (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) (الفجر : ٢٩) ، على قول. (٤) [وأما قوله (ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ) فقيل الأولى للمعيّة والثانية للظرفية وفي ذلك دليل على جواز دخلت الدار الذي هو الأصل] (٤).
وبمعنى «عند» ، نحو : (وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) (الشعراء : ١٨).
وللتعليل : (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) (يوسف : ٣٢).
وبمعنى «على» كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ) (يونس : ٢٢) ؛ بدليل
__________________
(١) في الكتاب ١ / ١٣٨ ـ ١٣٩ (باب الأمر والنهي).
(٢) في المخطوطة (حسيّا).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.