العالية معقودة (١) به ، فعرّض بالاستكثار منه ، والدوام عليه ، ونبّه على أنّ الموت لا يتمنّى ، ولكن إذا نزل [في] (٢) وقته رضي (٣) به. وإما لأن الحياة يتكرر زمانها ، وأما الموت مرة واحدة. وجواب آخر ، أنّ الكلام في الأنوار هو الأصل المستمرّ ، وأما خفقان البرق في أثناء ذلك فعوارض تتصل بالحدوث والتكرار ، فناسب الإتيان فيها «بكلما» وفي تلك ب «إذا» ، والله أعلم.
٥ ـ إذ
ظرف لماضي (٤) الزمان ، يضاف للجملتين ، كقوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) (الأنفال : ٢٦) ، وتقول : أيّدك الله إذ فعلت؟ وأما قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ) (الأنعام : ٢٧) ف «ترى» مستقبل ، «وإذ» ظرف للماضي ، وإنما كان كذلك لأن الشيء كائن ، وإن لم يكن بعد ؛ وذلك عند الله [قد] (٥) كان ؛ لأنّ علمه به سابق ، وقضاءه به نافذ ؛ فهو كائن لا محالة. (وقيل) : المعنى : ولو ترى ندمهم وخزيهم في ذلك اليوم بعد وقوفهم على النار ف «إذا» ظرف ماض ، لكن بالإضافة إلى ندمهم الواقع بعد المعاينة ، فقد صار وقت التوقف ماضيا بالإضافة إلى ما بعده ، والذي بعده هو مفعول «ترى».
ـ وأجاز بعضهم مجيئها مفعولا به ، كقوله : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) (الأنفال : ٢٦) ، ومنعه آخرون ، وجعلوا (٦) المفعول محذوفا ، و «إذ» ظرف ، عامله ذلك المحذوف ، والتقدير (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) (البقرة : ٢٣١) إذا ، واذكروا حالكم. ونحوه قوله : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى) (آل عمران : ٥٥) ، قيل : قال له ذلك لمّا رفعه إليه. ـ (٧) وتكون بمعنى «حين» (٧) كقوله : (وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) (يونس : ٦١) ، أي حين تفيضون فيه.
__________________
(١) في المخطوطة (مفقودة).
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (وصى).
(٤) في المخطوطة (لما مضى).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (جعلوا).
(٧) عبارة المخطوطة (وقيل بمعنى أن يكون بمعنى حين).