وقد تكون «عند» للحضور ، نحو : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ) (النمل : ٤٠). وقد يكون [٢٩٩ / ب] الحضور والقرب معنويين ، نحو : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) (النمل : ٤٠). ويجوز : وأنزل عندك.
٤٢ ـ غير
متى [ما] (١) حسن موضعها [«لا»] (١) كانت حالا ، ومتى حسن موضعها «إلا» كانت استثناء.
ويجوز أن تقع صفة لمعرفة ، إذا كان مضافها إلى ضد الموصوف ، بشرط أن يكون له ضدّ واحد ، نحو مررت بالرجل الصادق غير الكاذب ؛ لأنه حينئذ يتعرف.
ومنه قوله تعالى : (الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) (الفاتحة : ٧) ، فإن الغضب ضد النعمة ، والأول هم المؤمنون والثاني هم الكفار.
وأورد عليه قوله تعالى : (نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) (فاطر : ٣٧) ، فإنه أضيف إلى الذين كانوا يعملون ، وهو ضد الصالح كأنّه قيل : «الصالح».
وأجيب بأنّ الذين كانوا يعملونه بعض الصالح فلم يتمحّض فيهما.
٤٣ ـ الفاء
ترد عاطفة ، وللسببية ، وجزاء ، وزائدة.
(النوع الأول): العاطفة ، ومعناها التعقيب ، نحو قام زيد فعمرو ؛ أي أنّ قيامه بعده بلا مهلة ، والتعقيب في كل شيء بحسبه ؛ نحو (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) (البقرة : ٣٦).
وأمّا قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً) (الأعراف : ٤) ، والبأس في الوجود قبل الهلاك ـ وبها احتجّ الفرّاء (٢) على أنّ ما بعد الفاء [قد] (٣) يكون سابقا ـ ففيه عشرة أوجه :
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) انظر قوله في معاني القرآن ١ / ٣٧١ نقله الزركشي بتصرف.
(٣) ليست في المطبوعة.