ومن الإثبات قوله تعالى : (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) (يس : ٧٩).
٤ ـ / ٤٩ ولعله للتنصيص على الإحياء الذي أنكروه : (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ) (المؤمنون : ٨٦) ، وقوله : (خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف : ٩) ، لأن ظاهر أمرهم أنهم كانوا معطّلة ودهريّة ، فأريد التنصيص على اعترافهم بأنها مخلوقة.
وقوله : (نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (التحريم : ٣) ، لأنها استغربت حصول النبأ الذي أسرّته.
وقال ابن الزّملكانيّ في «البرهان» (١) : أطلق النحويون القول بأن «زيدا» فاعل ، إذا قلت : «زيد» في جواب [من قال] (٢) «من قام؟» على تقدير قام زيد ، والذي يوجبه جماعة علم البيان ، أنه مبتدأ لوجهين :
أولهما (٣) أنه مطابق للجملة التي هي جواب الجملة المسئول بها في الاسمية ، كما وقع التطابق ، في قوله تعالى : (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً) (٤) (النحل : ٣٠) في الجملة الفعلية ، وإنما لم يقع التطابق في قوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (النحل : ٢٤) ، لأنهم لو طابقوا لكانوا مقرّين بالإنزال ، وهم من الإذعان به على تفاوت.
الثاني : أن اللّبس لم يقع عند السائل إلا فيمن فعل الفعل ، فوجب أن يقدّم الفاعل في المعنى ، لأنّه متعلق بغرض السائل ، وأما الفعل فمعلوم عنده ، ولا حاجة (٥) إلى السؤال عنه ، فحريّ أن يقع في الأخرى التي هي محل التكملات والفضلات.
وكذلك [إذا قلت] (٦) : أزيد قام أم عمرو؟ [فالوجه في جوابه أن تقول : زيد قام ، أو عمرو قام] (٧) ، وقد أشكل على هذه القاعدة قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليهالسلام في
__________________
(١) هو عبد الواحد بن عبد الكريم تقدم التعريف به في ١ / ١٣٥ ، وتقدم التعريف بكتابه في ٢ / ٢٢٨.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (أحدهما).
(٤) تصحفت الآية في المخطوطة إلى (وإذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم قالوا خيرا) والصواب ما في المطبوعة.
(٥) في المخطوطة (ولا حاجة به إلى السؤال).
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) ليست في المخطوطة.