الطَّيِّباتُ) (المائدة : ٤) ، فلما أتى بالجملة الفعلية ، مع فوات مشاكلة السؤال ، علم أنّ تقدير الفعل أوّلا أولى. انتهى.
٤ ـ / ٤٨ ومما رجّح به أيضا تقدير الفعل أنّه حيث صرّح بالجزء الأخير ، صرّح بالفعل ، والتشاكل ليس واجبا ؛ بل اللائق كون زيد فاعلا ، أي قرأ زيد أو خبرا ، أي القارئ زيد ، لا مبتدأ ، لأنه مجهول.
بقي أن يقال في الأولى : التصريح بالفعل (١) [أو حذفه؟ وهل يختلف المعنى في ذلك؟
والجواب : قال ابن يعيش (٢) : التصريح بالفعل] (١) أجود.
وليس كما زعم بل الأكثر الحذف ، وأما قوله تعالى : ([قُلْ] (٣) أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) (المائدة : ٤) (لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف : ٩) ، (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها [أَوَّلَ مَرَّةٍ]) (٣) (يس : ٧٩) ، فكان الشيخ شهاب الدين بن المرحل رحمهالله يجعله من باب (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ [وَالْحَجِ]) (٤) (البقرة : ١٨٩) ، من أنهم أجيبوا بغير ما سألوا [عنه] (٣) لنكتة.
وفيه نظر. وأما المعنى فلا شك أنه يختلف ، فإنه إذا قيل : من جاء؟ فقلت : جاء زيد ، احتمل أن يكون جوابا وأن يكون كلاما مبتدأ. ولو قلت : «زيد» ، كان نصا في أنه جواب ، وفي العموم الذي دلت عليه [«من»] (٤) ، وكأنك قلت : الذي جاء زيد ، فيفيد الحصر. وهاتان الفائدتان ، إنما حصلتا من الحذف.
ومنه قوله تعالى : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (غافر : ١٦) ؛ إذ التقدير : الملك لله [الواحد] (٤) ، فحذف المبتدأ من الجواب ، إذ المعنى : لا ملك إلا لله.
ومن الحذف قوله تعالى : (لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها) (المؤمنون : ٨٤) ، (لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (الأنعام : ١٢) ، (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (سبأ : ٢٤).
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) هو يعيش بن علي بن يعيش تقدم التعريف به في ٢ / ٤٩٧.
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) ليست في المخطوطة.