سادسها : أنّ «لم» تصاحب أدوات الشرط بخلاف ، «لما» (١) فلا يقال : «[إن] (٢) لما يقم» ، وفي التنزيل (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) (المائدة : ٦٧) ، (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا) (المائدة : ٧٣).
سابعها : أن منفي «لمّا» متوقّع ثبوته ، بخلاف منفيّ «لم» ، ألا ترى أن معنى : (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) (ص : ٨) ؛ أنهم لم يذوقوه إلى الآن ، وأنّ ذوقهم له متوقّع.
قال الزمخشري (٣) في قوله تعالى : (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (الحجرات : ١٤) «ما في «لمّا» من معنى التوقع دالّ على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد».
وأنكر الشيخ أبو حيان (٤) دلالة «لما» على التوقع ، فكيف يتوهم أنه يقع بعد.
وأجاب بعضهم بأن «لما» ليست لنفي المتوقّع حيث يستبعد توقعه ؛ وإنما هي لنفي الفعل المتوقّع ؛ كما أن «قد» لإثبات الفعل المتوقع ؛ وهذا معنى قول النحويين : إنها موافقة ل «قد فعل» : أي يجاب بها في النفي حيث يجاب ب «قد» في الإثبات ؛ ولهذا قال ابن السّراج (٥) : جاءت «لمّا» ، بعد فعل ، يقول القائل : «لما يفعل» ، فتقول : قد فعل [فانظر كيف أجاب «بقد» الدالة على أن النافي «بلمّا» متوقّع لما نفاه] (٦)
الوجه الثاني : أن تدخل على ماض ؛ فهي حرف وجود لوجود ، أو وجوب (٧) لوجوب ، فيقتضي وقوع الأمرين جميعا ؛ عكس «لو» نحو : لما جاءني [زيد] (٨) أكرمته. وقال [٣١٤ / أ] ابن السّراج والفارسي (٩) : ظرف بمعنى «حين».
__________________
(١) في المخطوطة (فإنه لا يقال).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) انظر قوله في «الكشاف» ٤ / ١٧ عند تفسير الآية من سورة الحجرات.
(٤) انظر قوله في «البحر المحيط» ٨ / ١١٧ عند تفسير سورة الحجرات.
(٥) هو أبو بكر محمد بن السري بن سهل تقدم التعريف به في ٢ / ١٢ وانظر قوله في كتابه «الأصول في النحو» ٢ / ٢٣٣ باب التقديم والتأخير ، الضرب الثاني منه الحروف التي لا تعمل فمنها.
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) في المخطوطة (أو وجود لوجوب).
(٨) ليست في المخطوطة.
(٩) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار تقدم التعريف به في ١ / ٣٧٥ ، وانظر قوله في «رصف المباني» ص ٣٥٤ باب لمّا.