و «من» في موضع نصب ب «يدعو» ، والتقدير : «يدعو من ضرّه أقرب من نفعه» ، أي (١) يدعو إلها ضرّه أقرب (١) من نفعه.
قال المبرد : يدعو في موضع الحال ، والمعنيّ في ذلك هو الضلال البعيد في حال دعائه إياه ، وقوله : (لَمَنْ) مستأنف مرفوع بالابتداء ، وقوله : (ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) (الحج : ١٣) في صلته ، و (لَبِئْسَ الْمَوْلى) (الحج : ١٣) خبره.
وهذا يستقيم لو كان في موضع «يدعو» ، «يدعى» (٢) ، لكن مجيئه بصيغة فعل الفاعل ، وليس فيه ضميره يبعده.
والمتممة ، كقوله تعالى : (إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) (الإسراء : ٤٢) ، (إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ [وَضِعْفَ الْمَماتِ]) (٣) (الإسراء : ٧٥) ؛ فاللام هنا لتتميم الكلام قال الزمخشري (٤) : «إذن» دالة على أن ما بعدها (٥) جواب (٦) [وجزاء. والموجّهة ، في جواب] (٦) «لو لا» كقوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ) (الإسراء : ٧٤) فاللام في (لَقَدْ) توجّه للتثبيت.
(٧) [وسماها ابن الحاجب (٨) مؤذنة «لأن» ، ليؤذن بأن ما دخلت عليه هو اللازم لما دخل عليه الأول نحو «إن جئتني لأكرمتك» فاللام مؤذنة بالدخول عليه اللازم المجيء] (٧).
__________________
(١) العبارة في المخطوطة (أي لما ضرّه أقرب).
(٢) في المخطوطة (بدعاء).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) انظر كتابه المفصّل : ٣٢٣ (فصل وإذن جواب وجزاء). والكشاف ٢ / ٣٦٢ و ٣٧٠ ، سورة الإسراء الآية ٤٢ ـ ٧٥.
(٥) في المخطوطة (بعد هذا).
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٨) هو عثمان بن عمر تقدم التعريف به في ١ / ٤٦٦.