أحدهما : المبتدأ ، وتسمّى لام الابتداء ؛ فيؤذن بأنّه المحكوم [عليه] (١) ؛ قال تعالى (٢) : [٣٠٦ / أ] (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى) (التوبة : ١٠٨) ، (لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُ) (يوسف : ٨) (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً) (الحشر : ١٣).
ثانيهما : في باب «إن» ، على اسمها إذا تأخر [نحو] (٣) : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً) (النازعات : ٢٦).
وعلى خبرها ، نحو : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) (الفجر : ١٤) ، (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ) (هود : ٧٥) ، (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (البروج : ١٢).
ف «إنّ» في هذا توكيد لما يليها ؛ واللام لتوكيد الخبر ، وكذا في «أنّ» المفتوحة ، كقراءة (٤) سعيد (إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ [الطَّعامَ]) (٣) (الفرقان : ٢٠) ، بفتح الهمزة ؛ فإنه ألغى اللام ؛ لأنها لا تدخل إلاّ على «إنّ» المكسورة ، أو على ما يتّصل بالخبر إذا تقدّم عليه ؛ نحو : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (الحجر : ٧٢) ، فإن تقديره : «ليعمهون في سكرتهم».
واختلف في اللام في قوله : [(لَمَنْ ضَرُّهُ)] (٥) (الحج : ١٣) ؛ فقيل هي مؤخّرة ، والمعنى : يدعو لمن ضرّه أقرب من نفعه.
وجاز تقديمها وإيلاؤها المفعول ؛ لأنها لام التوكيد واليمين ؛ فحقها أن تقع صدر الكلام.
واعترض بأن اللام في صلة «من» فتقدّمها على الموصول ممتنع. وأجاب الزمخشري بأنها حرف لا يفيد غير التوكيد ؛ وليست بعاملة ، ك «من» المؤكدة ، في نحو : ما جاءني من أحد ، دخولها وخروجها سواء ؛ ولهذا جاز تقديمها.
ويجوز ألا تكون هنا موصولة ، بل نكرة ، ولهذا قال الكسائيّ : اللام في غير موضعها (٦) ؛
__________________
(١) ساقطة من المطبوعة.
(٢) في المخطوطة (كقوله).
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٩٠ ، سورة (الفرقان) الآية (٢٠).
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (موضوعها).