وللتحذير ، كقوله : (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ) (النمل : ٥١).
وللتنبيه والاعتبار ؛ كقوله [٣٠٥ / ب] : (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) (١) (الإسراء : ٢١).
وللتأكيد وتحقيق ما قبلها ؛ كقوله [تعالى] : (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها) (البقرة : ٢٥٩) ، وقوله : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) (النساء : ٤١) ، فإنه توكيد لما تقدّم [من خبر] (٢) وتحقيق لما بعده ؛ على تأويل : إن الله (٣) لا يظلم الناس شيئا (٣) في الدنيا فكيف في الآخرة! وللتعظيم والتهويل : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) (النساء : ٤١) ، أي فكيف حالهم إذا جئنا! وقول النبي صلىاللهعليهوسلم لعبد الله بن عمرو : «كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس» (٤)! وقيل : وتجيء مصدرا ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (الفرقان : ٤٥) ، (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (الروم : ٥٠).
وتأتي ظرفا في قول سيبويه (٥) ؛ وهي عنده في قوله [تعالى] : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ) (البقرة : ٢٨) ، (آل عمران : ١٠١) منصوبة على التشبيه بالظرف ، أي في حال تكفرون.
وعلى الحال عند الأخفش (٦) ، أي على حال تكفرون.
وجعل منه بعضهم قوله : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ [وَجِئْنا]) (٧) (النساء : ٤١) ؛ فإن شئت قدرت بعدها اسما ، وجعلتها خبرا ، أي كيف صنعكم أو حالكم؟ وإن شئت قدرت بعدها فعلا ، تقديره : كيف تصنعون؟
وأثبت بعضهم لها الشرط ؛ كقوله تعالى : (يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) (المائدة : ٦٤) ،
__________________
(١) تكررت بعدها في المخطوطة الآية (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ).
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (لا يظلم مثقال ذرة).
(٤) قطعة من حديث أوله «يا عبد الله بن عمرو كيف بك إذا بقيت ...» أخرجه البخاري في الصحيح ٢ / ٥٦٥ ، كتاب الصلاة (٨) ، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره (٨٨) ، الحديث (٤٨٠).
(٥) في الكتاب ١ / ٤٠٩ ، باب ما ينتصب من الأماكن والوقت.
(٦) هو سعيد بن مسعدة تقدم التعريف به في ١ / ١٣٤. وقد ذكر قوله ابن هشام في المغني ١ / ٢٠٦ ، (كيف).
(٧) ليست في المطبوعة.