(الأول) : أن يضاف إلى نكرة فيجب مراعاة معناها ، فلذلك (١) جاء الضمير مفردا مذكرا في قوله تعالى (٢) : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) (القمر : ٥٢) ، (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ) (الإسراء : ١٣) ، ومفردا مؤنثا في قوله : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر : ٣٨) ، (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (آل عمران : ١٨٥) ، ومجموعا مذكرا في قوله : (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون : ٥٣) ، في معنى الجمع ؛ لأنه اسم جمع.
وما ذكرناه من وجوب مراعاة المعنى مع النكرة دون لفظ «كل» قد أوردوا عليه نحو قوله تعالى : (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) (غافر : ٥) ، وقوله : (وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ [مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ]) (٣) (الحج : ٢٧) ، وقوله : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ* لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) (الصافات : ٧ ـ ٨). وأجيب بأن الجمع [٣٠٤ / أ] في الأولى باعتبار [معنى] (٣) «الآية» (٤) ، كذلك في الثانية فإن الضّامر اسم جمع ؛ كالجامل والباقر.
وكذلك في الثالثة ؛ إنّما عاد الضمير إلى الجمع المستفاد من الكلام ، فلا يلزم عوده إلى «كلّ».
وزعم الشيخ أثير الدين (٥) في «تفسيره» [أن قوله تعالى] (٦) : (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ* يَسْمَعُ آياتِ اللهِ) (الجاثية : ٧ ـ ٨) ، ثم قال : (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (الجاثية : ٩) ، أنه ممّا روعي فيه المعنى بهذا اللفظ.
وليس كذلك ؛ فإن الضمير لم يعد إلى «كل» بل على «الأفّاكين» الدالة عليه (كل أفاك). وأيضا فهاتان (٧) جملتان والكلام في الجملة الواحدة.
(الثاني) : أن تضاف إلى معرفة ، فيجوز مراعاة لفظها ومراعاة معناها ، سواء كانت الإضافة
__________________
(١) في المخطوطة (فإذا).
(٢) في المخطوطة (نحو) بدل (في قوله تعالى).
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) في المطبوعة (الأمة).
(٥) انظر البحر المحيط ٨ / ٤٤.
(٦) العبارة ليست في المطبوعة.
(٧) في المخطوطة (فهذه).