وقد تأتي لهما ، نحو : (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) (القصص : ١٥) ، (فَتَلَقَّى) [٣٠٠ / ب] (آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) (البقرة : ٣٧) ، (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ* فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ* فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ* فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (الواقعة : ٥٢ إلى ٥٥).
(١) [وقد تجيء في ذلك لمجرد الترتيب كقوله تعالى : (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ* فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ]) (الذاريات : ٢٦ ـ ٢٧)] (١).
وأما قوله تعالى : (فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) (الأعراف : ١٧٥) ، فهذه ثلاث فاءات ، وهذا هو الغالب على الفاء المتوسطة بين الجمل المتعاطفة.
وقال بعضهم : إذا ترتب الجواب بالفاء ، فتارة يتسبب عن الأول ، وتارة يقام مقام ما تسبب عن الأول.
مثال الجاري على طريقة السببية : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) (الأعلى : ٦) ، (فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ [إِلى حِينٍ]) (٢) (الصافات : ١٤٨) ، (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ) (الأعراف : ٦٤).
ومثال الثاني : (فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً) (الإسراء : ٦٠) ، (وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ) (الأحقاف : ٢٦).
(النوع الثالث): الجزائية ، والفاء تلزم في جواب الشرط إذا لم يكن فعلا خبريا ، أعني ماضيا ومضارعا ، فإن كان فعلا خبريا امتنع دخول الفاء ، فيحتاج إلى بيان ثلاثة أمور : العلّة ، وتعاقب الفعل الخبريّ والفاء.
والجواب عن اجتماعهما في قوله تعالى (٣) [(إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ) (يوسف : ٢٦ ـ ٢٧) ومن قوله تعالى] (٣) : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ [وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ]) (٣) (النمل : ٩٠). وقوله : (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) (الجن : ١٣). وقراءة حمزة (٤) : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) (البقرة : ٢٨٢).
__________________
الحج (١٥) ، باب تفضيل الحلق على التقصير ... (٥٥) ، الحديث (٣١٧ / ١٣٠١) ولكن لفظهما «والمقصرين» بالواو.
(١) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٤) ذكرها الداني في التيسير : ٨٥.