أحدها : أنه حذف السبب وأبقى المسبّب ؛ أي أردنا إهلاكها.
الثاني : أن الهلاك على نوعين : استئصال ، والمعنى : وكم قرية أهلكناها بغير استئصال للجميع ، فجاءها [بأسنا] (١) باستئصال الجميع.
الثالث : أنه لما كان مجيء البأس مجهولا للناس ، والهلاك معلوم لهم ، وذكره عقب الهلاك ، وإن كان سابقا ؛ لأنه لا يتّضح إلا بالهلاك.
الرابع : أن المعنى : قاربنا إهلاكها ؛ فجاءها بأسنا فأهلكناها.
الخامس : أنه على التقديم والتأخير ؛ أي جاءها بأسنا فأهلكناها.
السادس : أن الهلاك ومجيء البأس ، لما تقاربا في المعنى ، جاز تقديم أحدهما على الآخر.
السابع : أن معنى : (فَجاءَها) أنّه لما شوهد الهلاك ، علم مجيء البأس ، وحكم به من باب الاستدلال بوجود الأثر [على المؤثّر] (٢).
الثامن : أنها عاطفة للمفصّل على المجمل ؛ كقوله تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً* فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً* عُرُباً) (الواقعة : ٣٥ إلى ٣٧).
التاسع : أنها للترتيب الذّكري.
العاشر : ... (٣).
وتجيء للمهلة [ك «ثمّ»] (٤) ، كقوله تعالى : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً) (المؤمنون : ١٤) ؛ ولا شكّ أن بينها وسائط.
وكقوله : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى * فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) (الأعلى : ٤ ـ ٥) ، فإنّ بين الإخراج والغثاء وسائط (٥).
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) بياض في الأصول.
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة زيادة عبارة غير واضحة وهذا ما قرئ منها (فهو من حيث الوسائط يقابل قول الشاعر : صار التزيد في رءوس العيدان).