قوله تعالى : (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) (الأنعام : ٦). وحكى الزمخشري أنها زائدة ، قال : والأول أفخم (١).
وقال ابن عطية (٢) : «ما» بمعنى «الذي» و «إن» نافية وقعت مكان «ما» فيختلف اللفظ ، ولا تتصل ما ب «ما (٣)» ، [والمعنى] (٤) : لقد (٥) أعطيناهم من القوة والغنى ما لم نعطكم ، ونالهم بسبب (٦) كفرهم هذا العقاب ، فأنتم أحرى بذلك إذا كفرتم. (وقيل) : إن شرطية ، والجواب محذوف ، أي الذي إن مكناكم فيه طغيتم. (وقال) : وهذا مطرح في التأويل. وعن قطرب (٧) أنها بمعنى «قد». حكاه ابن الشجري (٨). ويحتمل (٩) النكرة الموصوفة.
واعلم أن بعضهم أنكر مجيء النافية ، وقال في الآيات السابقة إنّ «ما» محذوفة والتقدير : «ما إن الكافرون (١٠) إلا في غرور» ، «ما إن تدعون (١١)» ، «ما إن أدري» ، ونظائرها ، كما قال الشاعر :
وما إن طبّنا جبن (١٢) [ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا] (١٢) |
فحذفت «ما» اختصارا كما [حذف «لا»] (١٣) في (تَاللهِ تَفْتَؤُا [تَذْكُرُ يُوسُفَ]) (١٤) (يوسف : ٨٥).
__________________
(١) في المخطوطة (أفحم).
(٢) هو عبد الحق بن غالب الغرناطي تقدم التعريف به في ١ / ١٠١.
(٣) في المخطوطة (بإنما) بدل (ما ب «ما»).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (ولقد).
(٦) في المخطوطة (بتسبيب).
(٧) هو محمد بن المستنير تقدم التعريف به في ٢ / ١٧٦.
(٨) انظر الأمالي ٢ / ١٩٢.
(٩) في المخطوطة (من).
(١٠) في المخطوطة (الكافر).
(١١) في المخطوطة (يدعوا).
(١٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة ، والبيت لفروة بن مسيك المرادي وهو من شواهد سيبويه في الكتاب ٣ / ١٥٣ (باب أن وإن) ، وانظر الخزانة ٢ / ١٢١.
(١٣) ساقطة من المخطوطة.
(١٤) ليست في المطبوعة.