(الثالث): مخفّفة من الثقيلة ، فتعمل (١) [في] (٢) اسمها وخبرها ، ويلزم خبرها اللام ، كقوله [تعالى] : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) (هود : ١١١). ويكثر إهمالها ، نحو : (وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) (الزخرف : ٣٥) (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) (يس : ٣٢). (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (الطارق : ٤) في قراءة من خفّف «لمّا» (٣) ، أي أنه كلّ نفس لعليها حافظ (٤).
(الرابع): للتعليل بمعنى «إذ» عند الكوفيين ، كقوله [تعالى] : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران : ١٣٩) ، [قال بعضهم] (٥) : لم يخبرهم بعلوهم إلاّ بعد أن كانوا مؤمنين. وقوله : (اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة : ٢٧٨).
قال بعضهم : لو كانت للخبر لكان الخطاب لغير المؤمنين. وكذا : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) (البقرة : ٢٣) ونحوه ؛ مما الفعل فيه محقق الوقوع ؛ والبصريون يمنعون ذلك ، وهو التحقيق ، كالمعنى مع «إذا».
وأجابوا عن دخولها في هذه المواطن لنكتة ، [وهي أنه] (٦) من باب خطاب التهييج ، نحو : إن كنت والدي (٧) فأطعمني. وأما قوله : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) (الفتح : ٢٧) ، فالاستثناء مع تحقق الدخول تأدبا بأدب الله في المشيئة. والاستثناء من الداخلين ؛ لا من الرؤيا ؛ لأنه كان بين الرؤيا وتصديقها [٢٨٨ / ب] سنة ، ومات بينهما خلق كثير ، فكأنه (٨) قال : كلكم (٩) إن شاء الله.
(الخامس): بمعنى «لقد» في قوله : (إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ) (يونس :
__________________
(١) في المخطوطة (فتستكمل).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) انظر ص ١٩٣ ، الحاشية رقم (٣).
(٤) في المخطوطة زيادة (أي إن الأمر).
(٥) هذه العبارة ليست في المخطوطة وعبارة المخطوطة (إلا أنه تعالى).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المطبوعة (ولدي).
(٨) في المخطوطة (فكان).
(٩) في المخطوطة (ذلكم).