قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

البرهان في علوم القرآن [ ج ٤ ]

البرهان في علوم القرآن [ ج ٤ ]

142/703
*

فعل ، فهذا شرط يقع فيه الجزاء ولم يفعله ، والثاني تقديره : «إن عدتم رحمكم» ، وهم أصروا ، وعسى على بابها. (قال) : وعسى ماضي اللفظ والمعنى ، لأنه طمع ، وقد (١) يحصل في شيء مستقبل. وقال قوم : ماضي اللفظ مستقبل في المعنى ، لأنه أخبر عن طمع ، يريد أن يقع.

واعلم أن عسى تستعمل في القرآن على وجهين :

ـ (أحدهما) : ترفع اسما صريحا ويؤتى بعده بخبر ، ويلزم كونه فعلا مضارعا ، نحو عسى (٢) [زيد أن يقوم ، فلا يجوز «قائما» ، لأنّ اسم الفاعل لا يدلّ على الزمان الماضي ، قال الله تعالى : (فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ) (المائدة : ٥٢) فيكون «أن والفعل» في موضع نصب ، ب «عسى». وقال الكوفيون : في موضع رفع بدل. وردّ بأنه لا يجوز تركه ، ويجوز تقديمه عليه.

ـ (الثاني) : أن يكون المرفوع بها «أن والفعل» ، وهو عسى] (٢) أن يقوم زيد ، فلا يفتقر هنا إلى منصوب [لأن المرفوع بها و «أن» في المعنى اسم واحد] (٣). ونظيره : (وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ) (المائدة : ٧١). ومنه قوله تعالى : ([عَسى] (٤) أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) (الإسراء : ٧٩) لا يجوز رفع (رَبُّكَ) ب (عَسى) ؛ لئلا يلزم الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبيّ ، وهو (رَبُّكَ) ، لأن (مَقاماً مَحْمُوداً) منصوب ب (يَبْعَثَكَ).

وكذلك كقوله : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة : ٢١٦) ، لأن الضميرين متصلان ب (تَكْرَهُوا) و (تُحِبُّوا) ، فلا يكون في (عَسى) ضمير (٥)(أَنْ يَنْفَعَنا) (القصص : ٩) في موضع رفع ، ويجوز أن يكون على لغة من قال : «حسبت أن يفعل» فيكون فيها ضمير يعود على «موسى» و (أَنْ يَنْفَعَنا) في موضع نصب] (٥).

[اتّخذ] (٦)

[«افعل» و «فعلت» منه تخذت] (٥) قال تعالى : (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ

__________________

(١) تصحفت عبارة المطبوعة إلى (وذلك حصل).

(٢) ليست في المخطوطة.

(٣) ليست في المطبوعة.

(٤) ليست في المخطوطة.

(٥) ليست في المطبوعة.

(٦) ساقطة من المطبوعة.