أَجْراً) (الكهف : ٧٧). قال الفارسي : ولا أعلم «تخذت» يتعدّى إلا إلى واحد. وقيل : أصل «اتخذت» «تخذت» ، فأما «اتخذت» فعلى ثلاثة أضرب :
ـ (أحدها) : ما يتعدّى فيه إلى مفعول واحد ، كقوله تعالى : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (الفرقان : ٢٧). (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ) (الزخرف : ١٦).
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) (الفرقان : ٣) (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) (الأنبياء : ١٧). (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) (العنكبوت : ٤١).
ـ (والثاني) : ما يتعدّى لمفعولين ، والثاني منهما الأول في المعنى. وهما [إمّا] (١) مذكوران ، كقوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) (المنافقون : ٢). وقال : (لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (الممتحنة : ١). (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) (المؤمنون : ١١٠).
وإما مع حذف الأول ، كقوله : (فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً) (الأحقاف : ٢٨) ، فمفعول «اتخذوا» الأول الضمير المحذوف الراجع إلى الذين ، والثاني «آلهة» و «قربانا» [نصب] (٢) على الحال. قال الكواشي (٣) : ولو نصب «قربانا» مفعولا ثانيا ، و «آلهة» بدلا منه فسد المعنى.
وإما مع حذف الثاني ، كقوله : (اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) (البقرة : ٥١). (بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ) (البقرة : ٥٤). (اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ) (الأعراف : ١٤٨). (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً) (الأعراف : ١٤٨) ، تقديره في الجميع : اتخذوه آلهة ، لأن نفس اقتناء (٤) العجل لا يلحقه الوعيد الشديد ، فيتعيّن تقدير آلهة (٥) [فإن قيل : فقد جاء تعذيب الصورتين هنا ، ونحن لا نمنعه هنا ، إنما المرتّب على الاتخاذ قدرا زائدا] (٥).
ـ (الثالث) : ما يجوز فيه الأمران ، كقوله تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (البقرة : ١٢٥). فإن جوزنا زيادة «من» في الإيجاب كان من المتعدّي لاثنين ،
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) هو أحمد بن يوسف بن حسن تقدم التعريف به في ١ / ٢٧٢.
(٤) في المخطوطة (لأن نفس نوع العجل).
(٥) ليست في المطبوعة.