سورة الكوثر
مكيّة ، وآياتها ٣ نزلت بعد العاديات.
* * *
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣))
١ ـ آخر السورة ـ (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ ...) الكوثر من الكثرة وهو على وزن : فوعل ، وهو يعني الخير الكثير ، والشيء الكثير. وهذا خطاب منه سبحانه لنبيّه محمد صلىاللهعليهوآله أورد في مجال تعداد النّعم التي أنعم سبحانه بها عليه. وقد قيل في الكوثر أنه نهر في الجنّة أعطاه الله تعالى لرسوله (ص) وهو أشدّ بياضا من اللبن حافتاه قباب الدّر والياقوت.
فعن أنس قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم بين أظهرنا إذا أغفى إغفاء ثم رفع رأسه مبتسما ، فقلت : ما أضحكك يا رسول الله؟ قال : نزلت عليّ آنفا سورة ، فقرأ سورة الكوثر ثم قال : أتدرون ما الكوثر؟ قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : فإنه نهر وعدني عليه ربّي خيرا كثيرا. هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة. آنيته عدد نجوم السماء ، فيختلج القرن منهم فأقول : يا ربّ إنهم من أمتي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. وقد أورده مسلم في صحيحة. وقيل أيضا إن الكوثر