والدعّ لغة هو الدفع بشدة. فذلك هو الذي يكذّب بالدين (وَلا يَحُضُ) أي لا يدعو غيره ولا يشجع أحدا (عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) ولا يطعمه ولا يأمر بذلك لأنه لا يؤمن بدين ولا بخلق (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) أي الويل لمن يؤخّرون الصلاة عن وقتها ، أو هم الذين أسلموا أو أبطنوا النّفاق وكانوا لا يرون ثوابا للصلاة ولا يخافون العقاب على تركها ، وهم يتغافلون عنها حتى يذهب وقتها لعدم اهتمامهم بها ، فإذا كانوا مع المؤمنين صلّوها في وقتها رياء ، وإذا كانوا وحدهم أهملوها ولم يعتنوا بها ولم يندموا على تركها. وفي العياشي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه سئل : عن قوله : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) ، أهي وسوسة الشيطان؟ فقال : لا ، كلّ أحد يصيبه هذا ، ولكن أن يغفلها ويدع أن يصلي في أول وقتها. وفي حديث آخر قال عليهالسلام : هو التّرك لها والتواني عنها. وفي رواية لمحمد بن فضيل عن أبي الحسن عليهالسلام ، قال : هو التضييع لها. وقيل : هم (الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ) يفعلونها رياء أمام الناس ولا إخلاص لله عندهم في إقامتها (وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) الماعون لغة هو كلّ ما فيه منفعة ، وقد روي عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ كما في المجمع ـ أنه القرض تقرضه ، والمعروف تصنعه ، ومتاع البيت تعيره ، ومنه الزكاة.
* * *