سورة البلد.
مكيّة وآياتها ٢٠ نزلت بعد ق.
* * *
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (٤) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥))
١ ـ ٥ ـ (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ، وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ...) تقدّم أن هذا معناه : أقسم بهذا البلد ، وأن (لا) زائدة. أما (الْبَلَدِ) فهي مكة بإجماع المفسّرين يعني أحلف ببلدك يا محمد (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) أي مقيم فيه ، والذي زاد شرفا بحلولك فيه لأنك الداعي إلى توحيد الله وعبادته ، فالقسم بمكة وبه صلىاللهعليهوآله كأنّه قسم به وقد وقع من أجل حلوله به ، وذلك كتسمية المدينة (طيبة) لأنها طابت وطهرت بوجوده (حِلٌ) فيها. وقد قرئ (وأنت محل بهذا البلد) وهو من الإحلال ، يعني أنك تّحل فيه قتل من فيه من الكافرين حين فتح مكة ، وقد قال صلىاللهعليهوآله يوم قاتل في مكة : لا يحلّ لأحد قبلي ولا يحلّ لأحد من بعدي ، ولم يحلّ لي إلّا ساعة من نهار كما في المرويّ عن ابن عباس. أما