مؤلف الكتاب
هو قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل بن عبد الله الهمذاني الأسدآبادي (١) ، لم تحدد كتب الطبقات والتراجم تاريخ مولده ، إلا أن معظم الذين كتبوا عنه اتفقوا على أنه توفي سنة ٤١٥ ه (٢) ، وأنه عمر طويلا حتى جاوز التسعين.
عاصر قاضي القضاة دولة بني بويه في العراق وفارس وخراسان منذ تأسيسها حتى انهيارها (٣) ، ويبدو أنه شارك في كثير من أحداث هذه الدولة ، فقد استدعاه الصاحب بن عباد أعظم وزرائها إلى الري وولاه قاضيا لقضاتها في سنة ٣٦٧ ه ، ويشبه هذا المنصب وزارة العدل في أيامنا ، وكان العهد الأول من الصاحب إليه يشمل رئاسة القضاء في الري وقزوين وزنجان وقم وديناوند ، ثم أضاف إليه في عهد آخر قضاء جرجان وطبرستان (٤).
وكان هذا الوزير الأديب معجبا بالقاضي ، فخورا بوجوده في ديوانه ، ومن مظاهر هذا الإعجاب أنه كتب له عهد القضاء بخط يده على ورق سمرقندي مطرز موشى ، وصفه السبكي وصفا جميلا (٥). وذكر أنه كان من جملة ما أهدى إلى نظام الملك (٦). وكان الصاحب يصف أبا الحسن بأنه أفضل أهل الأرض وأعلمهم (٧).
__________________
(١) الهمذاني نسبة إلى همذان وهي مدينة مشهورة بخراسان ، تخرج منها جماعة من العلماء والأئمة الحديثين. «معجم البلدان» لياقوت الحموي (٤ / ٩٨١) ، و «الأنساب» (ص ٥٩٢) والأسدآبادي نسبة إلى أسدآباد ، وهي بلدة كبيرة على منزل من همذان «ياقوت» ١ / ٢٤٥ و «السمعاني ٣٢)
(٢) خالف ابن الأثير فقال مات سنة ٢١٤ «الكامل» (٩ / ١١٩) ، وكذلك قال ابن شاكر الكتبي في «عيون التواريخ» ، وقال البعض أنه توفي سنة ٤١٦ ، وسبب هذا الالتباس فيما نظن أن وفاته كانت في أواخر سنة ٤١٥ ه أي في شهر ذي القعدة ، كما ذكر الذهبى في «سير أعلام النبلاء» ، والسبكي في «طبقات الشافعية» (٣ / ٣١٩).
(٣) استمرت هذه الدولة من القرن الرابع إلى ما بعد الربع الأول من القرن الخامس الهجري.
(٤) انظر «رسائل الصاحب بن عباب» (متوفى سنة ٣٨٥).
(٥) «الطبقات الكبرى» (٣ / ٢٣٠) ، و «تاريخ الحضارة الإسلامية» (١ / ٣١٠١).
(٦) من أشهر وزراء الدولة السلجوقى وقد قتله أحد الباطنيّة سنة ٤٨٥.
(٧) «المنية والأمل» لابن المرتضى (١١١ ـ ١١٣).