(وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ).
وقد تعلقوا أيضا بقوله تعالى : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر : ٦٧] قالوا : وذو اليمين لا يكون إلا جسما.
وجوابنا أن اليمين بمعنى القوة ، وهذا كثير ظاهر في اللغة ، وعلى هذا قال الشاعر :
رأيت عرابة الأوسي يسمو |
|
إلى العلياء منقطع القرين |
إذا ما راية رفعت لمجد |
|
تلقاها عرابة باليمين |
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ).
وقد تعلقوا أيضا بقوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) [القلم : ٤٢] قالوا وذو الساق لا يكون إلا جسما.
والأصل في الجواب عن ذلك ، أنه لا يقر لكم بالظاهر لأنه لم يضف الساق إلى نفسه ، فنقول : المراد به الشدة ، يبين ذلك أنه تعالى يصف هول يوم القيامة وشدته جريا على عادة العرب ، فهو بمنزلة قولهم قامت العرب على ساقها.
(وَجاءَ رَبُّكَ).
وقد تعلقوا بقوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ) [الفجر : ٢٢] قالوا : فالله تعالى وصف نفسه بالمجيء ، والمجيء لا يتصور إلا من الأجسام.
والأصل في الجواب عن ذلك ، أنه تعالى ذكر نفسه وأراد غيره جريا على عادتهم في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، كما قال عزوجل : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] يعني أهل القرية. وقال في موضع آخر : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) [الصافات : ٩٩] أي إلى حيث أمرني ربي.
ما يلزم المكلف معرفته :
ثم إن رحمهالله بين ما يلزم المكلف معرفته في هذا الباب.
وجملة القول في ذلك ، أن الذي يلزمه أن يعلم ، أنه تعالى لم يكن جسما فيما لم يزل ، ولا يكون كذلك فيما لا يزال ، ولا يجوز أن يكون على هذه الصفة بحال من الأحوال.