الأمر الذي ذكرته (١). وقيل : في محل نصب أي : امتثلوا ذلك (٢). ونظير هذه الإشارة قول زهير بعد تقدم جمل في وصف هرم بن سنان :
٣٧٦٢ ـ هذا وليس كمن يعيا(٣)بخطّته |
|
وسط النّديّ إذا ناطق نطقا (٤) |
والحرمة (٥) ما لا يحلّ هتكه ، وجمييع ما كلفه الله تعالى بهذه الصفة من مناسك الحج وغيرها ، فيحتمل (٦) أن يكون عاما في جميع تكاليفه ، ويحتمل أن يكون خاصا فيما يتعلق بالحج.
وعن زيد بن أسلم : الحرمات خمس : الكعبة الحرام ، والمسجد الحرام ، والبلد الحرام ، والشهر الحرام ، والمشعر الحرام (٧). وقال ابن زيد : الحرمات ههنا : البيت الحرام (٨) ، والبلد الحرام ، والشهر الحرام ، والمسجد الحرام ، (والإحرام) (٩)(١٠).
وقال الليث : حرمات (١١) الله ما لا يحل انتهاكها (١٢).
وقال الزجاج : الحرمة ما وجب القيام به ، وحرم التفريط فيه (١٣).
قوله : «فهو» «هو» ضمير المصدر المفهوم من قوله : (وَمَنْ يُعَظِّمْ) ، أي ؛ فتعظيم حرمات الله خير له (١٤) ، كقوله تعالى : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)(١٥) و «خير» هنا ظاهرها التفضيل (١٦) بالتأويل المعروف (١٧) ومعنى التعظيم : العلم بوجوب (١٨) القيام بها وحفظها.
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٦٥.
(٢) انظر تفسير ابن عطية ١٠ / ٢٧٢ ، البحر المحيط ٦ / ٣٦٥.
(٣) في ب : يعني. وهو تحريف.
(٤) البيت من بحر البسيط قاله زهير بن أبي سلمى من قصيدة يمدح فيها هرم بن سنان وهو في شرح الديوان (٧٧) ، وتفسير ابن عطية ١٠ / ٢٧٢ ، والقرطبي ١٢ / ٥٣ ، والبحر المحيط ٦ / ٣٦٦ ، والبيت يصف هرم بن سنان بالبلاغة والفصاحة ، وبأنه لا يعيا بخطته في مجلس القوم ، وذلك بعد أن وصفه في الأبيات السابقة بالكرم والشجاعة. والشاهد فيه الإشارة البليغة بقوله في أول البيت : هذا.
(٥) من هنا نقله ابن عادل عن الكشاف ٣ / ٣١ ، والفخر الرازي ٢٣ / ٣٢.
(٦) في الأصل : يحتمل.
(٧) آخر ما نقله هنا عن الكشاف ٣ / ٣١ ، والفخر الرازي ٢٣ / ٣٢.
(٨) في ب : الحرمات. وهو تحريف.
(٩) انظر البغوي ٥ / ٥٨٠.
(١٠) ما بين القوسين سقط من ب.
(١١) في ب : الحرمات. وهو تحريف.
(١٢) انظر البغوي ٥ / ٥٨٠.
(١٣) معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٤٢. البغوي ٥ / ٥٨٠.
(١٤) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٦٦.
(١٥) للتقوى : سقط من الأصل. [المائدة : ٨].
(١٦) في ب : التفضل.
(١٧) أي أن (خير) حذفت منه الهمزة في الدلالة على التفضيل لكثرة الاستعمال أي : فالتعظيم خير له عند ربه ، أي قربة وزيادة في طاعته. وأبو حيان يرى أن الظاهر في خير هنا أنها ليست أفعل تفضيل. البحر المحيط ٦ / ٣٦٦.
(١٨) في ب : موجب. وهو تحريف.