الرابعة (١) : تحريكها من غير صلة ، وبها قرأ قالون وحفص (٢).
الخامسة : تحريكها موصولة أو مقصورة (٣) ، وبها قرأ هشام (٤).
فأمّا إسكان الهاء وقصرها وإشباعها فقد مرّ تحقيقه مستوفى (٥). وأما تسكين القاف فإنهم حملوا المنفصل على المتّصل ، وذلك أنهم يسكّنون عين «فعل» (٦) فيقولون : كبد ، وكتف ، وصبر في كبد وكتف وصبر (٧) ، لأنها كلمة واحدة ، ثم أجري ما أشبه ذلك من المنفصل مجرى المتصل ، فإن «يتّقه» صار منه «تقه» بمنزلة «كتف» فسكن كما يسكن ، ومنه :
٣٨٤٩ ـ قالت سليمى اشتر لنا سويقا (٨)
بسكون الراء كما سكن الآخر :
٣٨٥٠ ـ فبات منتصبا وما تكردسا (٩)
وقول الآخر :
٣٨٥١ ـ عجبت لمولود وليس له أب |
|
وذي ولد لم يلده أبوان (١٠) |
يريد : «منتصبا» ، و «لم يلده».
__________________
(١) في ب : الرابع.
(٢) السبعة (٤٥٧ ـ ٤٥٨) الكشف ٢ / ١٤٠ ، الإتحاف (٣٢٦).
(٣) في الأصل : أو موصولة ، وفي ب : ومكسورة.
(٤) الإتحاف (٣٢٦).
(٥) عند قوله تعالى : «وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً» [آل عمران : ٧٥]. انظر اللباب ٢ / ٢٧٦.
(٦) في ب : فعلى. وهو تحريف.
(٧) وهو ما يسمى بتفريعات بني تميم ، فإنهم يفرعون على بعض الأبنية لقصد التخفيف ، فإنهم إنما سكنوا العين هنا كراهة الانتقال من الأخف وهو الفتح إلى الأثقل وهو الكسر سواء كان حلقي العين أم لا ، وأهل الحجاز لا يفرعون ولا يغيرون البناء. انظر شرح الشافية ١ / ٣٩ ـ ٤٧.
(٨) رجز ، قاله العذافر الكندي ، وهو في النوادر (١٧٠) ، والحجة لأبي علي ١ / ٣١١ ، المحتسب ١ / ٣٦١ ، الخصائص ٢ / ٣٤٠ ، ٣ / ٩٦ ، المنصف ٢ / ٢٣٧ ، شرح شواهد الشافية ٤ / ٢٢٤.
(٩) من الرجز ، قاله العجاج يصف ثورا ، وهو في ديوانه ١٣٠ ، الحجة لأبي علي ١ / ٣٠٩ ، الخصائص ٢ / ٢٥٢ ، ٣٣٨ ، ابن يعيش ٩ / ١٤٠ ، اللسان (كردس) ، شرح شواهد الشافية ٤ / ٢١ ، وبعده : إذا أحسّ نبأة توجّسا. التكردس : الانقباض واجتماع بعضه إلى بعض ، النبأة : الصوت يسمع ولا يفهم.
التوجس التسمع للصوت.
والشاهد فيه قوله (منتصبا) بإسكان الصاد إجراء لبعض حروف الكلمة وهي (نصبا) مجرى الكلمة نحو (كنف) في التخفيف ، وكان حق الحركة الكسر لأنها اسم فاعل.
وروي (منتصّا) أي مرتفعا ، وعليها فلا شاهد.
(١٠) البيت من بحر الطويل ، ينسب لرجل من أزد السّراة ، وقيل : لعمرو الجنبي. وقد تقدم.