قيل : ولم يوجد شيء وزنه «فعّيل» (١) إلا «مرّيقا» للعصفر (٢) ، و «سرّيّة» على قولنا : إنها من السّرور ، وأنه أبدل من إحدى المضعّفات ياء ، وأدغمت فيها ياء «فعّيل» (٣) ، و «مرّيخا» للذي في داخل القرن (٤) اليابس ، ويقال بكسر الميم أيضا (٥) ، و «علّيّة» (٦) و «درّيء» في هذه القراءة ، و «درّيّة» أيضا في قول ، وقال (٧) بعضهم : وزن «دريء» في هذه القراءة «فعّول» كسبّوح قدّوس فاستثقل توالي الضم فنقل إلى الكسر (٨) ، وهذا منقول أيضا في «سرّيّة» و «درّيّة». وأما القراءة الثالثة فتحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون أصلها الهمز كقراءة حمزة إلا أنه أبدل من الهمز ياء ، وأدغم ، فيتحد معنى القراءتين. ويحتمل أن تكون نسبة إلى الدّرّ لصفائها ، وظهور (إشراقها) (٩)(١٠).
وأما قراءة تشديد الياء مع فتح الدال وكسرها ، فالذي يظهر أنه منسوب إلى الدّرّ. والفتح والكسر في الدال من باب تغييرات النسب. وأما فتح الدال مع المد والهمز (١١) ففيها إشكال.
قال أبو الفتح : وهو بناء عزيز لم يحفظ منه إلّا السّكّينة بفتح الفاء وتشديد العين (١٢).
__________________
(١) جاء في اللسان (درأ) : وكوكب دريّ على (فعيل) مندفع في مضيه من المشرق إلى المغرب من ذلك ، والجمع دراريء على وزن دراريع ، وقد درأ الكوكب دروءا ونقل ابن منظور عن ابن بري : في هذا المكان قد حكى سيبويه أنه يدخل في الكلام فعيل ، وهو قولهم للعصفر مريق ، وكوكب درّيء. وفي الكتاب قال سيبويه (ولا يكون (فعيل) ، ويكون على (فعيل) وهو قليل في الكلام ، قالوا المرّيق حدثنا أبو الخطاب عن العرب. وقالوا : كوكب درّيء وهو صفة) ٤ / ٢٦٨. وقال الفراء : (ولا تعرف جهة ضم أوله وهمزه لا يكون في الكلام فعّيل إلا عجميا) معاني القرآن ٢ / ٢٥٢. وقال الزجاج : (ولا يجوز أن يضم الدال ويهمز ، لأنه ليس في الكلام فعيل) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٤٤.
(٢) المرّيق : حبّ العصفر ، وفي التهذيب : شحم العصفر. اللسان (مرق).
(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٥٦.
(٤) في الأصل : القدر ، وفي ب : القراز. والصواب ما أثبته.
(٥) انظر البحر المحيط ٦ / ٤٥٦ ، وفي اللسان (مرخ) : المرّيخ سهم طويل له أربع قذذ يقتدر به الغلاء ، والمريخ الرجل الأحمق ، وقيل : كوكب من الخنس في السماء الخامسة وهو بهرام ، ولم يحك ابن منظور فيه في اللسان غير الكسر.
(٦) انظر اللسان (علا).
(٧) وقال : سقط من ب.
(٨) انظر اللسان (درأ) والبحر المحيط ٦ / ٤٥٦.
(٩) انظر الكشف ٢ / ١٣٨ ، البيان ٢ / ١٩٥ ، التبيان ٢ / ٩٦٩ ، البحر المحيط ٦ / ٤٥٦.
(١٠) ما بين القوسين في ب : إسراقها وإن كان الكوكب أكبر عنوا من الدر لكنه نفضل الكواكب بضيائه كما يفضل الدر سائر الحب.
(١١) في ب : والضمير. وهو تحريف.
(١٢) قال أبو الفتح : (الغريب من هذا «درّيء» بفتح الدال وتشديد الراء والهمز ، وذلك لأن «فعّيلا» (بالفتح وتشديد العين عزيز ، إنما حكي منه السكينة بفتح السين وتشديد الكاف ، حكاها أبو زيد) المحتسب ٢ / ١١٠.