يعدّى بالهمزة ، ويقال : أجاءه ، قال [تعالى] : (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) (مريم : ٢٣) ، ولم يرد «أتاه» بمعنى «ائت» من الإتيان ، لأن المعنى لا استقلال له ، حتى يأتي بنفسه.
ومن ذلك «الخطف» و «التخطف» لا يفرّق الأديب بينهما ، [والله تعالى فرق بينهما] (١) ، فتقول : (خطف) بالكسر لما تكرر ، ويكون من شأن الخاطف [الخطف] (١) ، و «خطف» بالفتح حيث يقع الخطف من غير [من] (١) يكون من شأنه الخطف بكلفة ، وهو أبعد من «خطف» بالفتح ، فإنه يكون لمن اتفق له على تكلّف ، ولم يكن متوقعا منه. ويدل عليه أن «فعل» بالكسر لا يتكرّر ، كعلم وسمع و «فعل» لا يشترط فيه ذلك ، كقتل وضرب ، قال تعالى : (إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ) (الصافات : ١٠) ، فإن شغل الشيطان ذلك ، وقال : (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) (الحج : ٣١) لأنّ من شأنه ذلك.
[وقال : (تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ) (الأنفال : ٢٦) ، فإن الناس لا تخطف الناس إلا على تكلّف.
وقال : (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)] (١) (العنكبوت : ٦٧).
وقال : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) (البقرة : ٢٠) ، لأن البرق يخاف منه خطف البصر إذا قوي.
ومن ذلك «مدّ» و «أمد» قال الراغب : «أكثر (٢) ما جاء الإمداد في المحبوب : (وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ) (الطور : ٢٢) ، (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (الواقعة : ٣٠) ، والمدّ [في المكروه] (١) : (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) (مريم : ٧٩).
ومن ذلك «سقى» و «أسقى» وقد سبق.
ومن ذلك «عمل» و «فعل» ، والفرق بينهما أن العمل أخصّ من الفعل ، كلّ عمل فعل ولا ينعكس ؛ ولهذا جعل النحاة الفعل في مقابلة الاسم ؛ لأنه أعمّ ، والعمل من الفعل ما كان مع امتداد ؛ لأنه «فعل» وباب «فعل» لما تكرر.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) انظر «مفردات القرآن» ص ٤٦٥ مادة «مد».