الْمُتَنافِسُونَ) (المطففين : ٢٦) ، وقال صلىاللهعليهوسلم : «لا حسد إلا في اثنتين» (١) ، وأراد الغبطة ، وهي تمنّي مثل ما له من غير أن يغتمّ لنيل غيره ؛ فإن انضمّ إلى ذلك الجدّ والتشمير إلى مثله أو خير منه ، فهو منافسة.
وقريب منها الحسد والحقد ، فالحسد تمنّي زوال النعمة عن مستحقها ، وربما كان مع سعي في إزالتها ، كذا ذكر الغزالي (٢) [وغيره] (٣) هذا القيد أعني الاستحقاق ، وهو يقتضي أن تمنّي زوالها عمن لا يستحقها لا يكون حسدا.
ومن ذلك «السبيل» و «الطريق» ، قد كثر استعمال السبيل في القرآن ؛ حتى إنه وقع في الربع الأول منه في بضع وخمسين موضعا ، أولها [قوله تعالى] (٤) : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) (البقرة : ٢٧٣) ، ولم يقع ذكر الطريق (٥) [فيه (٦) إلا في قوله (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً* إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ) (النساء : ١٦٨ ، ١٦٩) ثم إن اسم السبيل أغلب وقوعا في الخير ولا يكاد اسم الطريق] (٥) يراد به الخير [إلا] (٧) مقترنا بوصف أو بإضافة ، مما يخلّصه لذلك ، كقوله تعالى : ([يَهْدِي] (٥) إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ [مُسْتَقِيمٍ] (٧)) (الأحقاف : ٣٠).
__________________
(١) متفق عليه من رواية عبد الله بن مسعود رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ١٦٥ كتاب العلم (٣) ، باب الاغتباط في العلم والحكمة (١٥) ، الحديث (٧٣) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٥٥٩ كتاب صلاة المسافرين (٦) ، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه (٤٧) ، الحديث (٢٦٨ / ٨١٦) ، ومن رواية عبد الله بن عمر رضياللهعنهما ، أخرجه البخاري في الصحيح ٩ / ٧٣ كتاب فضائل القرآن (٦٦) ، باب اغتباط صاحب القرآن (٢٠) ، الحديث (٥٠٢٥) ، ومسلم في المصدر السابق ١ / ٥٥٨ الحديث (٢٦٦ / ٨١٥).
(٢) انظر إحياء علوم الدين ٣ / ١٨٩ بيان حقيقة الحسد وحكمه وأقسامه ومراتبه ، وذكر فيها (فهو حرام بكل حال إلا نعمة أصابها فاجر أو كافر ... ، فلا يضرك كراهتك لها ومحبتك لزوالها).
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) ليست في المخطوطة ، وقول المصنف «أولها ...» كذا ورد في المطبوعة والمخطوطة ، ولكن يظهر من التتبع أن قبلها (١٣) موضعا ذكر فيها «السبيل» أولها في البقرة الآية ١٠٨ ، ثم الآيات : ١٥٤ ، ١٧٧ ، ١٩٠ ، ١٩٥ ، ٢١٥ ، ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٢٤٦ ، ٢٦١ ، ٢٦٢ ، ثم الآية ٢٧٣ وهي التي ذكرها المصنف.
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) ضمير «فيه» يعود على الربع الأول من القرآن ، السابق ذكره.
(٧) ليست في المخطوطة.