الذي فهم منه العلة إنما هو «أجل» لا «من». واختار الصفّار (١) أنها لابتداء الغاية. (٢) [وكأنه قال ابتداء فعلي لسبب كذا أي ابتداء الطعم [٣١٩ / ب] من أجل الجوع ، فكان الجوع ابتداء وقوع سبب الجوع] (٢).
التاسع : بمعنى الباء ، نحو : (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ) (الشورى : ٤٥) ؛ حكاه البغوي (٣) عن يونس. وقيل إنما قال : (مِنْ طَرْفٍ) لأنه لا يصحّ عنه ، وإنما نظره ببعضها.
وجعل منه ابن أبان (٤) : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (الرعد : ١١) ، أي بأمر الله.
وقوله : (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ) (القدر : ٤ ـ ٥).
العاشر : بمعنى «في» نحو : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) (الجمعة : ٩) (أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) (فاطر : ٤٠). وقيل : لبيان الجنس.
الحادي عشر : بمعنى «عند» نحو : (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ) (آل عمران : ١٠) قاله (٥) أبو عبيدة (٦) ، وقيل إنّها للبدل.
الثاني عشر : بمعنى الفصل ، وهي الداخلة بين متضادين ، نحو : (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) (البقرة : ٢٢٠) ، (حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) (آل عمران : ١٧٩).
__________________
(١) هو القاسم بن علي البطليوسي تقدم التعريف به في ٢ / ٤٥١.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٣) انظر تفسيره «معالم التنزيل» ٤ / ١٣١ الآية ٤٥ من سورة الشورى.
(٤) هو أحمد بن أبان تقدم التعريف به في ١ / ٣٩٤.
(٥) في المطبوعة (قال).
(٦) تصحف الاسم في المطبوعة والمخطوطة إلى (أبو عبيد). والتصويب من المغني ١ / ٣٢١ ، وانظر قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في كتابه مجاز القرآن ١ / ٨٧ (آل عمران الآية ١٠).