الخامس : التعليل ، ويقدر بلام (١) ، نحو : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) (نوح : ٢٥) ، وقوله : (أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) (قريش : ٤) أي من أجل الجوع.
وردّه الأبذيّ (٢) بأن الذي فهم منه العلة إنما هو لأجل المراد ، وإنما هي للابتداء ، أي ابتداء الإطعام من أجل الجوع.
السادس : البدل من حيث العوض (٣) عنه ، فهو كالسبب في حصول العوض ؛ فكأنه منه أتى ، نحو قوله تعالى : (لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) (الزخرف : ٦٠) ، لأنّ الملائكة لا تكون من الإنس. وقوله : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ) (التوبة : ٣٨) ، أي بدلا من الآخرة ، ومحلّها مع مجرورها النصب على الحال. وقوله : (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) (آل عمران : ١١٦) ، أي بدل طاعة الله أو رحمة الله. وقوله : (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) (الأنبياء : ٤٢) ، أي بدل الرحمن.
السابع : بمعنى «على» نحو : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ) (الأنبياء : ٧٧) [أي على القوم] (٤) وقيل : على التضمين ، أي منعناه منهم بالنصر.
الثامن : بمعنى «عن» ، نحو : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) (الزمر : ٢٢) ، (يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) (الأنبياء : ٩٧) ، وقيل : هي للابتداء [فيهما] (٤).
وقوله : (أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) (قريش : ٤) ؛ فقد أشار سيبويه (٥) إلى أنّ «من» هنا تؤدي معنى «عن». وقيل : هي بمنزلة اللام للعلة ، أي لأجل الجوع. وليس بشيء ، فإن
__________________
(١) في المخطوطة (باللام).
(٢) هو علي بن محمد بن محمد تقدم التعريف به في ٣ / ٢٢٨.
(٣) في المخطوطة (المعوض).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) الكتاب ٤ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، (باب عدّة ما يكون عليه الكلم).