وقد يحذف ، كقوله [تعالى] : (فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) (لقمان : ٣٢) ، قال بعضهم : التقدير انقسموا قسمين ، منهم مقتصد ، ومنهم غير ذلك ، لكن الحق أن (مُقْتَصِدٌ) هو الجواب ؛ هو الذي ذكره ابن مالك ، ونوزع في ذلك من جهة أن خبرها مقرون بالفاء يحتاج لدليل.
وقوله : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) (هود : ٨٠) ؛ جوابه محذوف ؛ أي لمنعتكم.
وأما قوله عزوجل : (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) (البقرة : ٨٩). قيل جواب «لما» الأولى «لما» الثانية ؛ وجوابها ، ورد باقترانه. وقيل : (كَفَرُوا بِهِ) جواب لهما ؛ لأن الثانية تكرير للأولى. وقيل : جواب الأولى (١) محذوف ، أي أنكروه.
واختلف في قوله تعالى : (فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) (البقرة : ١٧) ، فقيل : الجواب (ذَهَبَ اللهُ). وقيل : محذوف استطالة للكلام مع أمن اللبس ، أي حمدت.
وكذلك قوله : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ) (يوسف : ١٥) : قيل الجواب قوله : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) (يوسف : ١٥) ، على جعل الواو زائدة. وقيل : الجواب محذوف ، أي أنجيناه وحفظناه.
وقوله : (٢) [(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا) (هود : ٧٤) ، قيل : الجواب (وَجاءَتْهُ) على زيادة الواو. وقيل : الجواب محذوف ، أي] (٢) أخذ يجادلنا. وقيل : (يُجادِلُنا) مؤوّل ب «جادلنا».
وكذلك قوله : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) (الصافات : ١٠٣) ، أي أجزل له الثواب وتلّه.
وأما قوله : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا) (السجدة : ٢٤) ، فما تقدم من قوله (وَجَعَلْنا) يسدّ مسدّ الجواب ، [لا أنه الجواب ؛ لأن الجواب لا يقدّم عليها] (٣).
وكذا قوله : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) (الكهف : ٥٩) ، فما (٤) تقدم من
__________________
(١) في المخطوطة العبارة مكررة (وقيل جواب الأولى).
(٢) ليست في المخطوطة ، وعبارة المخطوطة (ولما جاءت رسلنا أخذ يجادلنا).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (فقد تقدم).