والتوبيخ (١) والتنديم ، فتخص بالماضي ، نحو : (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) (النور : ١٣). (٢) [(فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً) (الأحقاف : ٢٨) (وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ) (النور : ١٦)] (٢).
(فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا) (الأنعام : ٤٣).
وفي كلّ من القسمين (٣) تختص بالفعل ؛ لأن التحضيض والتوبيخ لا يردان إلا على الفعل ؛ هذا هو الأصل.
وقد جوّزوا فيها إذا وقع الماضي بعدها أن يكون تحضيضا أيضا ، وهو حينئذ يكون قرينة صارفة للماضي عن المضي إلى الاستقبال ، فقالوا في قوله تعالى : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) (التوبة : ١٢٢) ، يجوز بقاء «نفر» على معناه في المضيّ ، فيكون «لو لا» توبيخا. ويجوز أن يراد به الاستقبال ، فيكون (٤) تحضيضا.
قالوا : وقد تفصل من الفعل بإذ وإذا معمولين له ، وبجملة شرطية معترضة.
فالأول : (وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ) (النور : ١٦) (فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا) (الأنعام : ٤٣).
والثاني والثالث : نحو : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ* فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ* تَرْجِعُونَها [إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ]) (٥) (الواقعة : ٨٣ إلى ٨٧) ، المعنى : فهلا ترجعون الروح إذا بلغت الحلقوم إن كنتم مؤمنين ؛ وحالتكم أنّكم شاهدون ذلك ، ونحن أقرب إلى المحتضر منكم بعلمنا ، أو بالملائكة ، ولكنكم لا تشاهدون ذلك. ولو لا الثانية تكرار للأولى.
الثالث : للاستفهام بمعنى هل ، نحو : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) (المنافقون : ١٠). (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ) (الأنعام : ٨). قاله الهرويّ (٦) : ولم يذكره الجمهور ؛
__________________
(١) هذا قسم من أقسام (لو لا) ، وذكره ابن هشام في «المغني» ١ / ٢٧٤ وعده الوجه الثالث من أوجه (لو لا).
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) إشارة إلى القسم الثاني : التحضيض ، والقسم الذي يليه : التوبيخ والتنديم.
(٤) في المخطوطة (فيكون قولا تحضيضا).
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) هو علي بن محمد أبو الحسن الهروي تقدم التعريف به ، وبكتابه «الأزهية» الآتي ذكره في ٤ / ٢١٦.