عليها ؛ فإن كانت الجملتان بعدها موجبتين ، فهي حرف امتناع لوجوب ؛ نحو : لو لا زيد لأحسنت إليك ؛ فالإحسان امتنع لوجود زيد ، وإن كانتا منفيّتين ، فحرف وجود (١) لامتناع ، نحو : (٢) [لو لا عدم قيام زيد لم أحسن إليك ، وإن كانتا موجبة ومنفية فهي حرف وجوب لوجوب نحو : لو لا زيد لم أحسن إليك ، وإن كانتا منفية وموجبة فهي حرف امتناع لامتناع نحو] (٢) لو لا عدم زيد لأحسنت إليك». انتهى.
ويلزم [في] (٣) خبرها الحذف ، ويستغنى بجوابها عن الخبر. والأكثر في جوابها المثبت اللام ، نحو : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) (سبأ : ٣١) ، (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الصافات : ١٤٣ ـ ١٤٤). وقد يحذف للعلم به ، كقوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (النور : ١٠).
وقد قيل في قوله تعالى : (وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) (يوسف : ٢٤) ، لهمّ بها ، لكنه امتنع همّه بها لوجود [رؤية] (٤) برهان ربه ، فلم يحصل منه همّ البتة ، كقولك : لو لا زيد لأكرمتك ؛ المعنى أنّ الإكرام ممتنع لوجود زيد ؛ وبه يتخلّص من الإشكال الذي يورد : وهو كيف يليق به الهم! وأما جوابها إذا كان منفيا فجاء القرآن بالحذف ، نحو : (ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) (النور : ٢١). وهو يردّ قول (٥) ابن عصفور أنّ النفي ب «ما» الأحسن باللام.
الثاني : التحضيض ، [فتختصّ] (٦) بالمضارع ، نحو : (لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ) (النمل : ٤٦). (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ) (المائدة : ٦٣). (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) (المنافقون : ١٠).
__________________
(١) في المخطوطة (حرف امتناع لوجود).
(٢) زيادة على الأصول من عبارة المالقي في «رصف المباني» لصحة المعنى.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (وهو يرد قولي) ، وابن عصفور هو علي بن مؤمن بن محمد تقدم التعريف به في ١ / ٤٦٦.
(٦) ليست في المخطوطة.